"""" صفحة رقم ٢٥٤٢ """"
على ذلك دخل رسول الله ( ﷺ )، فسلم ثم جلس، قالت : ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل قبلها، ولقد لبثت شهراً لا يوحى اليه في شاني بشيء، قالت : فتشهد رسول الله ( ﷺ ) حين جلس، ثم قال : اما بعد : يا عائشة فانه قد بلغني عنك كذا وكذا، فان كنت بريئة فسيبرئك الله، وان كنت الممت بذنب فاستغفري الله وتوبي اليه، فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله، تاب الله عليه، قالت : فلما قضى رسول الله ( ﷺ ) مقالته قلص دمعي، حتى ما احس منه قطرة، فقلت لابي : اجب رسول الله فيما قال، قالت : فقال : والله ما ادري ما اقول، قالت : قلت لابي : اجيبي رسول الله فيما قال : قالت : والله ما ادري ما اقول، قالت : وانا حديثة السن لا اقرا كثيراً من القران، اني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث، حتى استقر في انفسكم وصدقتم به، ولئن قلت بريئة والله يعلم اني بريئة، لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم اني منه بريئة لتصدقوني، والله لا اجد لي ولكم مثلاً الا أبا يوسف قال : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت : ثم تحولت، فاضطجعت على فراشي، قالت : وانا والله حينئذ اعلم اني بريئة، وان الله سيبرئني ببراءتي، ولكن والله ما كنت اظن ان الله سينزل في شاني وحياً يتلى، ولشاني في نفسي كان احقر من ان يتكلم الله في امر يتلى، ولكن كنت ارجو ان يري الله تبارك وتعالى رسوله في النوم رؤيا يبرئني الله بها، قالت : ما رام رسول الله ( ﷺ ) مجلسه ولا خرج أحد من البيت، حتى انزل عليه، فاخذه ما كان ياخذه من البرحاء، حتى انه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي، من ثقل الذي انزل عليه، قالت : فلما سرى، عن رسول الله ( ﷺ )، سرى عنه وهو يضحك، فكانت اول كلمة تكلم بها ان قال : يا عائشة : اما انت فقد براك الله، قالت : فقالت لي امي : قومي اليه، فقلت : لا والله لا اقوم اليه، ولا أحمد الا الله، وانزل الله تعالى : ان الذين جاؤوا بالافك الآية حتى بلغ وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم قالت عائشة : فلما انزل الذي هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح ليتمه وقرابته منه : والله لا انفق على مسطح ابداً بعد الذي قال لعائشة، قالت عائشة : فأنزل الله عز وجل : ولا ياتل اولوا