( النبأ ٦ ) و ثالثها كونه كفاتاً قال تعالى كِفَاتاً أَحْيَاء وَأَمْواتاً ( المرسلات ٢٤ ٢٥ ) و رابعها الذلول قال تعالى هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الاْرْضَ ذَلُولاً ( الملك ١٥ ) و خامسها كونه بساطاً قال تعالى وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الاْرْضَ بِسَاطاً لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً ( نوح ١٩ ٢٠ ) والكلام فيه طويل و ثانيها البحر قال تعالى وَهُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيّا ( النحل ١٤ ) و ثالثها الهواء والرياح قال تعالى وَهُوَ الَّذِى يُرْسِلُ الرّيَاحَ بُشْرًاَ بَيْنَ يَدَى ْ رَحْمَتِهِ ( الأعراف ٥٧ ) وقال تعالى وَأَرْسَلْنَا الرّيَاحَ لَوَاقِحَ ( الحجر ٢٢ ) و رابعها الآثار العلوية كالرعد والبرق قال تعالى وَيُسَبّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلْائِكَة ُ مِنْ خِيفَتِهِ ( الرعد ١٣ ) وقال تعالى فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ ومن هذا الباب ذكر الصواعق والأمطار وتراكم السحاب و خامسها أحوال الأشجار والثمار وأنواعها وأصنافها و سادسها أحوال الحيوانات قال تعالى وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلّ دَابَّة ٍ ( البقرة ١٦٤ ) وقال وَالاْنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ( النحل ٥ ) و سابعها عجائب تكوين الإنسان في أول الخلقة قال وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلَالَة ٍ مّن طِينٍ ( المؤمنون ١٢ ) و ثامنها العجائب في سمعه وبصره ولسانه وعقله وفهمه و تاسعها تواريخ الأنبياء والملوك وأحوال الناس من أول خلق العالم إلى آخر قيام القيامة و عاشرها ذكر أحوال الناس عند الموت وبعد الموت وكيفية البعث والقيامة وشرح أحوال السعداء والأشقياء فقد أشرنا إلى عشرة أنواع من العلوم في عالم السموات وإلى عشرة أخرى في عالم العناصر والقرآن مشتمل على شرح هذه الأنواع من العلوم العالية الرفيعة
وأما القسم الرابع وهو شرح أحكام الله تعالى وتكاليفه فنقول هذه التكاليف إما أن تحصل في أعمال القلوب أو في أعمال الجوارح
أما القسم الأول فهو المسمى بعلم الأخلاق وبيان تمييز الأخلاق الفاضلة والأخلاق الفاسدة والقرآن يشتمل على كل ما لا بد منه في هذا الباب قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى ( النحل ٩٠ ) وقال خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِينَ ( الأعراف ١٩٩ )
وأما الثاني فهو التكاليف الحاصلة في أعمال الجوارح وهو المسمى بعلم الفقه والقرآن مشتمل على جملة أصول هذا العلم على أكمل الوجوه
وأما القسم الخامس وهو معرفة أسماء الله تعالى فهو مذكور في قوله تعالى وَللَّهِ الاسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ( الأعراف ١٨٠ ) فهذا كله يتعلق بمعرفة الله
وأما القسم الثاني من الأصول المعتبرة في الإيمان الإقرار بالملائكة كما قال تعالى وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِاللَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ ( البقرة ٢٨٥ ) والقرآن يشتمل على شرح صفاتهم تارة على سبيل الإجمال وأخرى على طريق التفصيل أما بالإجمال فقوله وَمَلَئِكَتُهُ وأما بالتفصيل فمنها ما يدل على كونهم رسل الله قال تعالى جَاعِلِ الْمَلَائِكَة ِ رُسُلاً ( فاطر ١ ) ومنها أنها مدبرات لهذا العالم قال تعالى فَالْمُقَسّمَاتِ أَمْراً ( الذاريات ٤ ) فَالْمُدَبّراتِ أَمْراً ( النازعات ٥ ) وقال تعالى وَالصَّافَّاتِ صَفَّا ( الصافات ١ ) ومنها حملة العرش قال وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة ٌ ( الحاقة ١٧ ) ومنها الحافون حول العرش قال وَتَرَى الْمَلَائِكَة َ حَافّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ


الصفحة التالية
Icon