الحوض فيكون ذلك الحوض كالمنبع والقول الثالث الكوثر أولاده قالوا لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلىء منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ثم أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم القول الرابع الكوثر علماء أمته وهو لعمري الخير الكثير لأنهم كأنبياء بني إسرائيل وهم يحبون ذكر رسول الله ( ﷺ ) وينشرون آثار دينه وأعلام شرعه ووجه التشبيه أن الأنبياء كانوا متفقين على أصول معرفة الله مختلفين في الشريعة رحمة على الخلق ليصل كل أحد إلى ما هو صلاحه كذا علماء أمته متفقون بأسرهم على أصول شرعه لكنهم مختلفون في فروع الشريعة رحمة على الخلق ثم الفضيلة من وجهين أحدهما أنه يروى أنه يجاء يوم القيامة بكل نبي ويتبعه أمته فربما يجيء الرسول ومعه الرجل والرجلان ويجاء بكل عالم من علماء أمته ومعه الأولف الكثيرة فيجتمعون عند الرسول فربما يزيد عدد متبعي بعض العلماي على عدد متبعيألف من الأنبياء الوجه الثاني أنهم كانوا مصيبين لأتباعهم النصوص المأخوذة من الوحي وعلماء هذه الأمة يكونون مصيبين مع كد الاستنباط والاجتهاد أو على قول البعض إن كان بعضهم مخطئاً لكن المخطىء يكون أيضاً مأجوراً القول الخامس الكوثر هو النبوة ولا شك أنها الخير الكثير لأنها المنزلة التي هي ثانية الربوبية ولهذا قال مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وهو شطر الإيمان بل هي كالغصن في معرفة الله تعالى لأن معرفة النبوة لا بد وأن يتقدمها معرفة ذات الله وعلمه وقدرته وحكمته ثم إذا حصلت معرفة النبوة فحينئذ يستفاد منها معرفة بقية السفات كالسمع والبصر والصفات الخيرية والوجدانية على قول بعضهم تم لرسولنا الحظ الأوفر من هذه المنقبة لأنه الذكور قبل سائر الأنبياء والمبعوث بعدهم ثم هو مبعوث إلى الثقلين وهو الذي يحشر قبل كل الأنبياء ولا يجوز ورود الشرع على نسخه وفضائله أكثر من أن تعد وتحصى ولنذكر ههنا قليلاً منها فنقول إن كتاب آدم عليه السلام كان كلمات على ما قال تعالى فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ وكتاب إبراهيم أيضاً كان كلمات على ما قال وَإِذَا ابْتَلَى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ وكتاب موسى كان صحفاً كما قال صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسَى أما كتاب محمد عليه السلام فإنه هو الكتاب المهيمن على الكل قال وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ وأيضاً فإن آدم عليه السلام إنما تحدى بالأسماء المنثورة فقال أَنبِئُونِى بِأَسْمَاء هَؤُلاء ومحمد عليه الصلاة والسلام إنما تحدى بالمنظوم قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ وأما نوح عليه السلام فإن الله أكرمه بأن أمسك سفينته على الماء وفعل في محمد ( ﷺ ) ما هو أعظم منه روى أن النبي عليه الصلاة والسلام ( كان على شط ماء ومعه عكرمة بن أبي جهل فقال لئن كنت صادقاً فادع ذلك الحجر الذي هو في الجانب الآخر فليسبح ولا يغرق فأشار الرسول إليه فانقلع الحجر الذي أشار إليه من مكانه وسبح حتى صار بين يدي الرسول عليه السلام وسلم عليه وشهد له بالرسالة فقال النبي ( ﷺ ) يكفيك هذا قال حتى يرجع إلى مكانه فأمره النبي عليه الصلاة والسلام فرجع إلى مكانه وأكرم إبراهيم فجعل النار عليه برداً وسلاماً وفعل في حق محمد أعظم من ذلك عن محمد بن حاطب قال ( كنت طفلاً فانصب القدر علي من النار فاحترق جلدي كله فحملتني أمي إلى الرسول ( ﷺ ) وقالت هذا ابن حاطب احترق كما ترى فتفل


الصفحة التالية
Icon