يتيماً وضالاً وعائلاً ألم نشرح لك صدرك ألم أعطك بالصديق خزينة وبالفاروق هيبة وبعثمان معونة وبعلي علماً ألم أكف أصحاب الفيل حين حاولوا تخريب بلدتك ألم أكف أسلافك رحلة الشتاء والصيف ألم أعطك الكوقر ألم أضمن أن خصمك أبتر ألم يقل جدك في هذه الأصنام بعد تخريبها لِمَ تَعْبُدُ مَالاً يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيْئاً فصرح بالبراءة عنها و قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ السابع والعشرون كأنه تعالى يقول يا محمد ألست قد أنزلت عليك فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ثم إن واحداً لو نسبك إلى والدين لغضبت ولأظهرت الإنكار ولبالغت فيه حتى قلن ( ولدت من نكاح ولم أولد من سفاح ) فإذا لم تسكت عند التشريك في الولادة فكيف سكت عند التشريك في العبادة ا بل أظهر الإنكار وبالغ في التصريح به و قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الثامن والعشرون كأنه تعالى يقول يا محمد ألست قد أنزلت عليك أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ فحكمت بأن من سوى بين الإله الخالق وبين الوثن الجماد في المعبودية لا يكون عاقلاً بل يكون مجنوناً ثم إني أقسمت وقلت ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَة ِ رَبّكَ بِمَجْنُونٍ والكفار يقولون إنك مجنون فصرح برد مقالتهم فإنها تفيد براءتي عن عيب الشرك وبراءتك عن عيب الجنون و قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ التاسع والعشرون أن هؤلاء الكفار سموا الأوثان آلهة والمشاركة في الاسم لا توجب المشاركة في المعنى ألا ترى أن الرجل والمرأة يشتركان في الإنسانية حقيقة ثم القيمية كلها حظ الزوج لأنه أعلم وأقدر ثم من كان أعلم وأقدر كان له كل الحق في القيمية فمن لا قدرة له ولا علم البتة كيف يكون له حق في القيومية بل ههنا شيء آخر وهو أن امرأة لو ادعاها رجلان فاصطلحا عليها لا يجوز ولو أقام كل واحد منها بينة على أنها زوجته لم يقض لواحد منهما والجارية بين إثنين لا تحل لواحد منهما فإذا لم يحز حصول زوجة لزوجين ولا أمة بين موليين في حل الوطء فكيف يعقل عابد واحد بين معبودينا بل من جوز أن يصطلح الزوجان على أن تحل الزوجة لأحدهما شهراً ثم الثاني شهراً آخر كان كافراً فمن جوز الصلح بين الإله والصنم ألا يكون كافراً فكأنه تعالى يقول لرسوله إن هذه المقالة في غاية القبح فصرح بالإنكار وقل قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الثلاثون كأنه تعالى يقول أنسيت أني لما خيرت نساءك حين أنزلت عليك قُل لاْزْواجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَواة َ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا إلى قوله أَجْراً عَظِيماً ثم خشيت من عائشة أن تختار الدنيا فقلت لها لا تقولي شيئاً حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا استأمر أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ا فناقصة العقل ما توقفت فيما يخالف رضاي أتتوقف فيما يخالف رضاي وأمري مع أني جبار السموات والأرض قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الحادي والثلاثون كأنه تعالى يقول يا محمد ألست أنت الذي قلت من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يوقفن مواقف التهم وحتى أن بعض المشايخ قال لمريده الذي يريد أن يفارقه لا تخاف السلطان قال ولم قال لأنه يوقع الناس في أحد الخطأين وإما أن يعتقدوا أن السلطان متدين لأنه يخالطه العالم الزاهد أو يعتقدوا أنك فاسق مثله وكلاهما خطأ فإذا ثبت أنه يجب البراءة عن موقف التهم فسكوتك يا محمد عن هذا الكلام يجر إليك تهمة الرضا بذلك لاسيما وقد سبق أن الشيطان ألقى فيما بين قراءتك تلك الغرانيق العلي منها الشفاعة ترتجي فأزل عن نفسك هذه التهمة و قُلْ ياأَهْلَ أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ


الصفحة التالية
Icon