البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت ) وخامسها عن ابن عباس قال كان رسول الله ( ﷺ ) يعوذ الحسن والحسين يقول ( أعيذكما بكلمات الله التامة من شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ويقول هكذا كان أبي إبراهيم يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق وسادسها قال عثمان بن أبي العاص الثقفي قدمت على رسول الله وبي وجع قد كاد يبطلني فقال رسول الله ( ﷺ ) ( اجعل يدك اليمنى عليه وقل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ) سبع مرات ففعلت ذلك فشفاني الله وسابعها روى أنه عليه السلام كان إذا سافر فنزل منزلاً يقول ( يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما يخرج منك وشر ما يدب عليك وأعوذ بالله من أسد وأسود وحية وعقرب ومن شر ساكني البلد ووالد وما ولد ) وثامنها قالت عائشة كان رسول الله ( ﷺ ) إذا اشتكى شيئاً من جسده قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين في كفه اليمنى ومسح بها المكان الذي يشتكي ومن الناس من منع من الرقي لما روى عن جابر قال نهى رسول الله ( ﷺ ) عن الرقي وقال عليه السلام ( إن لله عباداً لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ) وقال عليه السلام ( لم يتوكل على الله من اكتوى واسترقى ) وأجيب عنه بأنه يحتمل أن يكون النهي عن الرقي المجهولة التي لا تعرف حقائقها فأما ما كان له أصل موثوق فلا نهي عنه واختلفوا في التعليق فروى أنه عليه السلام قال ( من علق شيئاً وكل إليه ) وعن ابن مسعود إنه رأى على أم ولده تميمة مربوطة بعضدها فجذبها جذباً منيعاً فقطعها ومنهم من جوزه سئل الباقر عليه السلام عن التعويذ يعلق على الصبيان فرخص فيه واختلفوا في النفث أيضاً فروى عن عائشة أنها قالت كان رسول الله ( ﷺ ) ينفث على نفسه إذا اشتكى بالمعوذات ويمسح بيده فلما اشتكى رسول الله ( ﷺ ) وجعه الذي توفي فيه طفقت أنقث عليه بالمعوذات التي كان ينفث بها على نفسه وعنه عليه السلام ( أنه كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ فيهما بالمعوذات ثم مسح بهما جسده ) ومنهم من أنكر النفث قال عكرمة لا ينبغي للرقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد وعن إبراهيم قال كانوا يكرهون النفث في الرقي وقال بعضهم دخلت على الضحاك وهو وجيع فقلت ألا أعوذك يا أبا محمد قال بلى ولكن لا تنفث فعوذته بالمعوذتين قال الحليمي الذي روى عن عكرمة أنه ينبغي للراقي أن لا ينفث ولا يمسح ولا يعقد فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفث في العقد مما يستعاذ منه فوجب أن يكون منهياً عنه إلا أن هذا ضعيف لأن النفث في العقد إنما يكون مذموماً إذا كان سحراً مضراً بالأرواح والأبدان فأما إذا كان هذا النفث لإصلاح الأرواح والأبدان وجب أن لا يكون حراماً
المسألة الثالثة أنه تعالى قال في مفتاح القراءة فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ وقال ههنا أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ وفي موضع آخر وَقُلْ رَّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ وجاء في الأحاديث أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ ولا شك أن أفضل أسماء الله هو الله وأما الرب فإنه قد يطلق على غيره قال تعالى ءأَرْبَابٌ مُّتَّفَرّقُونَ خَيْرٌ فما السبب في أنه تعالى عند الأمر بالتعوذ لم يقل أعوذ بالله بل قال بِرَبّ الْفَلَقِ وأجابوا عنه من وجوه أحدها أنه في قوله وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرءانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إنما أمره بالاستعاذة هناك لأجل قراءة القرآن وإنما أمره بالاستعاذة ههنا في هذه السورة لأجل حفظ النفس والبدن عن السحر والمهم الأول أعظم فلا جرم ذلك هناك الاسم الأعظم وثانيها أن الشيطان يبالغ حال منعك من العبادة أشد مبالغة في إيصال الضر إلى بدنك وروحك فلا جرم ذكر الاسم