قلت: هذا يدلك على أنّ الجمع كان حاصلاً والتأليف أيام حياة رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا كان موجودًا....
وقد ثبت أنّ أربعة من الصحابة كانوا جمعوا القرآن كله في زمان رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا... وقد كان لهم في ذلك شركاء من الصحابة وإن كان هؤلاء أشدّ اشتهارًا به وأكثر تجريدًا للعناية بقراءته.....
جمع القرآن كان متقدما لزمان أبي بكر - رضي الله عنه -، وإنما جمع "أبو بكر" القرآن في الصحف والقراطيس وحوّلَه إلى ما بين الدّفتين شهرًا له وإذاعة في زمانه وتخليدًا لرسمه مستأنف الزمان، وكان قبل في الأكتاف ورقاع الأدم والعسب وصفايح الحجارة ونحوها مما كانت تكتب العرب فيه من الظروف.
ويشبه أن تكون العلَّة في ترك النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا جمع القرآن في مُصحفٍ واحد كما فعله من بعده من الصحابة أن النَّسخ كان قد يرد على المنزل منه فيرفع الشيء بعد الشيء من تلاوته كما يرفع بعض أحكامه.....


الصفحة التالية
Icon