ذلك ما تراه من بيان "البقاعيّ " منزلَ العِرفانِ بمقاصدِ السُّورِ في إتقانِ تأويلِ البيانِ القرآنِيِّ المجيدِ.
وإذا ما نظرت في موقع بيانه مقصود السورة، فإنَّك ترى الغالبَ عليه أنّه بستفتح القول بذكر مقصود السورة من قبل ذكر اسمها كما تراه في تأويله سورة "البقرة" وسورة "النساء"، و"المائدة"، و"الأنعام"، و"الأعراف" و"التوبة"، و"يونس".
وقد يستفتح الكلام بتاويل "البسملة" من قبل ذكر مقصود السورة، كما في سورة "آل عمران" و"إبراهيم".
وقد يستفتحه بذكر اسم السورة، وتأويل البسملة، كمافي سورة " الأنفال" و" الملك" و" القلم" و"المعارج
يبقى أن تنظر في منهاجه في تبيان ذلك المقصود لترى أنَّه يتخذ منهاجا قائمًاعلى السعي إلى تحرير المعنى الكلِّىِّ الذي يسري في معاقد السورة المُكَوِّنَة لمعانيها الكُلِّيَّة القائمة من المعاني الجُزئية المُصَوَّرَةِ ببيان نظم الجملة والآية.