وزجرِه
ولأجل هذه الأغراضِ ساق الكلام مساق جواب السؤال، فكأنَّه قيل: هذا مالا يعرف من أحوال الملوك، فمن الملك في ذلك اليوم؟
فذكرآية الكرسيّ سيدة آي القرآن التي ما اشتمل كتابٌ على مثلها مفتتحًا لها بالاسم العَلم الفرد الجامع الذي لم يتسم به غيره " (١)
يأتي أيضًا في مقدمة تأويله موقع قصة سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وطلبه من ربّه عزّ وعلا أن يريه كيف يحيي الموتى، فيلفت نظرنا إلى المقصود الأعظم للسورة قائلا:
" ولمَّ كان الإيمان بالبعث بل الإيقان من المقاصد العظمى في هذه السورة وانتهى إلى هذا السياق الذي هو لتثبيت دعائم القدرة على الإحياء مع تباين المناهج، واختلاف الطرق، فبيّن أولاً بالرد على الكافر ما يوجب الإيمان، وبإشهاد المتعجب ما ختم الإيقان عَلا عَنْ ذلك البيان في قصة "الخليل" - ﷺ - إى ما يثبت الطمانينة ٠
وقد قرر - سبحانه وتعالى - أمر البعث في هذ السورة بعد ما أشارت إليه "الفاتحة" بيوم الدين أحسن تقرير، فبثَّ نجومه فيها خلال سماوات آياتها، وفرَّق رسومه في أرجائها بين دلائلها وبيناتها فعل الحكيم الذي يلقى ما يريد بالتدريج غير عجل ولا مقصِّرٍ، فكرَّر - سبحانه وتعالى - ذكره بالآخرة تارة، والإحياء أخرى، تارة في الدنيا وتارة في الآخرة في مثل قوله - عز وجل -:
وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (البقرة: من الآية٤)
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} (البقرة: من الآية٢٨)
﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: ٥٦)
﴿كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى﴾ (البقرة: من الآية٧٣)
{ِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) (البقرة: من الآية٢٤٣)