وأنت إذ تنظر في كتابه " مصاعد النظر" وقد عُنِيَ فيه بذكر الأحاديث والأخبار والآثار المتعلقة بشأن السور القرآنية تجده ذاكرًا في شأنِ كلِّ سورةٍ حديثًا أو خبرًا أو أثرًا فيه تصريح باسم السورة، وهذا دالّ على أنَّ تلك الأسماء التي هو بصدد تأويلها وتبيان دلالتها على مقصود السورة التي سُمّيتْ بها إنما هي إلى الرفع أقرب.
والذي هو من هدي السنَّة النبويّة اعتناؤه - ﷺ - بتسمية الأشياء: إنسانا وغيره، وكان يهدي إلى حسن التسمية، ويُغيِّر اسم من لايستطيب اسمه، وما كان من جَدِّ " سعيد بن المسيِّب بن حَزْن " - رضي الله عنه - حين سماه سهلا، فأبى عصبيةً - إنَّما هو قائم في نفوسنا عظة جليلة لكيلا نرغبَ عمَّا رغب فيه البشير النذير صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
فإذا ماكان هذا من هديه - ﷺ - في الأشياء من حوله، فكيف يكون هديه في شأن تسمية السور القرآنية؟
كتب الصِّحاح من السنَّة النبوية قائم فيها من بيان النبوة ما يقطع بتسمية غير قليل من السور القرآنية.