يقول: " وأفسّر كلّ بسملة بما يوافق مقصود السورة ولا أخرج عن معاني كلماتها " (١)
وهو في تأويله بسملة كلّ سورة إنما يَعْمَدُ إلى الأسماء الحسنى الثلاثة: الله، الرحمن، الرحيم فيذكر مع كل اسم ما يتناسب مع مضمون سورة هذه البسملة شريطة التزامه مع اسم الجلالة الإشارة إلى معنى الجمع والإحاطة، ومع اسمه "الرحمن" الإشارة إلى معنى العموم والاتساع ومع اسمه "الرحيم" الإشارة إلى معنى التخصيص.
يقول في بسملة "آل عمران":
" (بسم الله) الواحد المتفرد بالإحاطة بالكمال، (الرحمن) الذي وسعت رحمة إيجاده كلّ مخلوق وأوضح للمكلفين طريق النجاة، (الرحيم) الذي اختار أهل التوحيد لمحل أنسه وموطن جمعه وقدسه " (٢)
تلحظ هنا أنه أشار إلى معنى الوحدانية والتفرد بالإحاطة بالكمال في تأويله اسم الجلالة؛ لأن مقصود سورة "آل عمران" إثبات الوحدانية لله سبحانه وتعالى، والإخبار بأنَّ رئاسة الدنيا غير مغنية.
وأشار في تأويل "الرحمن" إلى معنى اتساع رحمة الإيجاد لكلِّ مخلوق المشير إلى تفرده - جل جلاله -
وأشارفي تأويل "الرحيم" إلى معنى اختيار أهل التوحيد للقرب.
وفي تأويله بسملة سورة "النساء" يقول:
" (بسم الله) الجامع لشتات الأمور بإحسان التزاوج في لطائف المقدور، (الرحمن) الذي جعل الأرحام رحمة عامة، (الرحيم) الذي خصّ من أراد بالتواصل على ما دعا إليه دينه الذي جعله نعمة تامة " (٣)
وذلك مرده إلى أنَّ مقصود سورة "النساء":
" الاجتماع على التوحيد الذي هدت إليه "آل عمران" والكتاب الذي حدت عليه البقرة لأجل الدين الذي جمعته الفاتحة... " (٤)
وغير خفي العلاقة التي بين مقصود السورة وما أوَّل به "البقاعي" الأسماء الحسنى في بسملتها.
- - -
(٢) - نظم الدرر: ٤/١٩٥
(٣) - السابق: ج٥ص١٧١
(٤) - السابق: ٥/ ١٦٩