وقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿... قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأعراف: من الآية٢٠٣) إلى آخرها بعد التنفير من الأنداد، هوقوله - عز وجل - ﴿... كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الأعراف: ٢) إلى قوله - جل جلاله -: ﴿... وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (الأعراف: من الآية٣)
فسبحان من هذا كلامه وتعالى حجابه وعزَّ مرامه وعلىمن أنزلَ عليه صلاته وسلامه وتحيته وإكرامه " (١)
مقالته في رد مقطع تلاوة سورة" الأعراف" على مطلعها بينة لايفتقر ذو إدراك إلى أن يتبين صدق مذهبه ومنهجه فكلّ آية من المقطع تتلاقى مع مقابلها من المطلع في ظاهر معناها الذي لايكاد يخفى على مبصر وسامع.
وإذا ما كان هذا حاله مع أطول سورتين: البقرة، والأعراف فيرد مقطع تلاوة كلّ على مطلعها، فإنّي ناظرٌ حاله في ردّ مقطع تلاوة أقصر سورة في القرآن الكريم على مطلعها: سورة " الكوثر"
يبين "البقاعيّ" في مفتتح تأويله لها أنَّ مقصودها " المنحة بكُلّ خير يمكن أن يكون " ثُمَّ يبين استهلال "الكوثر" بقول الله - سبحانه وتعالى -:
﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر﴾ وعلاقته بسورة " الدين: الماعون" قائلا:
" لمّا كانت سورة" الدّين" بإفصاحها ناهيةً عن مساوئ الأخلاق كانت بإفهامها داعية إلى معالى الشيم، فجاءت "الكوثر" لذلك.

(١) - نظم الدرر: ٨ / ٢١٣ -


الصفحة التالية
Icon