ومنزل الآية من المعقد منزل الأسرة من البطن
ومنزل المعقد من السورة منزل البطن من القبيلة
ومنزل السورة من القرآن منزل القبيلة من الجنس البشري وأنَّ للبيان القرآني الكريم مقصودًا أعظم تتناسل منه المعاني القرآنية وتنتسب إليه
وقلت إنْ هو إلا تقريب لا تصوير، إذ كيف يُصَوَّرُ ما هو من عالم الأمر بماهو من عالم الخلق؟
وإذا ما كنَّا قد نظرنا في بناء البيان القرآنيّ من سور وعلاقة السور ببعضها: مقاصد ومقاطع ومطالع، وكنَّا قد نظرنا في قيام البيان القرآني في السور على محور مركزي تدور عليه معاني السورة، وبيَّنا منهاج "البقاعي" في تأويله تصاعد المعنى في السورة على نحو ما سمعته في تأويله بناء البيان في سورة " البقرة " فإنا لننظر في بناء المعقد من آيات وترابط هذه الآيات أو تناسبها.
والبقاعي في تأويله لايعمد إلى الاكتفاء بربط الآية بالتي هي بعقبها تلاوة، بل قد ينظر فيري تناسب آية بآية هي سابقة عليها تلاوة ومن بينهم آيات عدة.
والبلاغيون والمفسرون من قبل كانت لهم عناية بما يعرف بعطف القصة على القصّة
والقول بالعطف في تعالق الآيات ليس هو المنهج الفريد في هذا التعالق فإنَّ علائق الآيات تتجاوز ما يمكن أن تطلق عليه التعليق (الربط) حيث عاملُ لسانيّ قائم بذلك الربط أو التعلُّق إلى التعالق (الترابط) حيث العامل معنويّ باطنيّ قائم بذلك التعالق.
وفي تسميتهم هذا الضرب من التعلق عطفًا معنى لطيف:
كأنَّ المعاني يتعاطف بعضها على بعض، كتعاطف الأم الرؤوم على وليدها أو الحبيب على حبيبه، فالعلائق قائمة بين المعطوف والمعطوف عليه، وليس في الحياة ما يَعْطفُ على شيءٍ ليست له به علقة، فكذلك الأمر في عالم البيان منْ أنّه عالم الإنسان، تتقارب المناهج والمذاهب ومعالم الجمال في كلٍّ.


الصفحة التالية
Icon