ثُمَّ ينقل لنا مقالة " الحرالّيّ " في بيان مناسبة هذه الآية ما قبلها:
" وقال "الحرالّيّ" لمَّا أنهى الحقّ - سبحانه وتعالى - نبأ أحوال بني إسرائيل نهايته مما بين أعلى تكرمتهم بالخطاب الأول، وكانوا هم أوَّل أهل كتاب أشعر - تعالى - بهذا الختم أنَّ جميع من بعدهم يكون لهم تبعًا لنحو مما أصابهم من جميع أهل الملل الأربعة. انتهى
ثُم يختم " البقاعي ّ" كلامه في الآية بقوله: " وحسن وضع هذه الآية في أثناء قصصهم أنَّهم كانوا مأمورين بقتل كلّ ذكر ممن عداهم، وربَّما أمروا بقتل النساء أيضًا، فربَّما ظنَّ من ذلك أنَّ من آمنَ منْ غيرِهم لا يقبلُ....
وفي وضعها أيضًا في أثناء قصصهم إشارة إلى تكذيبهم في قولهم ﴿ليس عليْنَا فِي الأُمّيينَ سبيلٌ﴾ (آل عمران: ٧٥) وأنَّ مدار عصمة الدَّم والمال إنّما هو الإيمان والاستقامة، وذلك موجودٌ في نصّ التوراة في غير موضع...." (١)
هذه وجوه عدّ' ذكرها في ارتباط هذه الآية بما قبلها، وهي التي قد يذهب عَجِلٌ غير متدبرٍ إلى أنها غيرذات علاقة حميمة بما قبلها٠
وهذا الذي قاله" البقاعيّ" في وجه ترابط هذه الآية بما قبلها تراه قائما فيما ذهب إليه" الطاهر بن عاشور" في تفسيره قائلا: