" توسطت هاته الآية بين آيات ذكر بني إسرائيل بما أنعم الله عليهم، وبما قابلوا به تلك النعم من الكفران وقلة الاكتراث، فجاءت معترضة بينها لمناسبة يدركها كلُّ بليغ، وهي أنّ ما تقدَّمَ من حكاية سوء مقابلتهم لنعم الله تعالى قد جرت عليهم ضروب الذلة والمسكنة ورجوعهم بغضب الله - سبحانه وتعالى - عليهم، ولمَّا كان الإنحاء عليهم بذلك من شأنه أن يفزعهم إلى طلب الخلاص من غضب الله - سبحانه وتعالى - لم يترك الله - سبحانه وتعالى - عادته مع خلقه من الرحمة بهم وإرادته صلاح حالهم، فبيَّن لهم في هاته الآية أنَّ باب الله مفتوح لهم، وأنّ اللجأ إليه أمر هين عليهم، وذلك بأن يؤمنوا ويعملوا الصالحات. " (١)
وترى مثل هذا في تبيانه ارتباط قول الله - سبحانه وتعالى -:
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: ٩٧)
بما قبلها، إذ يذكر وجهين من وجوه التناسب والتناسل، فيقول: