حقيقة القصص القرآنيّ الكريم القائم من الحق والقائم به الذي لايتطرق إليه أدنى شبهة أن يكون فيه مباعدة بين ما يقصّ وما كان أو يكون في عالم الشهود وحقيقة ما يسمى في عالم الإبداع الأدبي قصصا معدنه التخيل والتوهم يباعد الحق أَيَّمَا مباعدة، وإن انتزع بعضه أو شبهه من حركة الحياة الهادرة.
وفوق هذا هما متباعدان رسالة وغاية.
وهذا يقضي بالمباعدة بينهما منهاج إبانة وتصوير، ومن ثَمَّ لايكون من موضوعية التأويل بيانا قرآنيًّا أو موضوعية النقد إبداعًا أدبيا أن يؤخذ من مناج النقد الأدبي عربيًّا أو أعجميا للقصص الفنيِّ ما يقرأ به المسلم معالم الإعجاز البياني للقصص القرآنيّ الكريم.
***
واليقاعيُّ يتدبر فصول القصص وأحداثه مبرزا تناسب ذلك مع السياق والقصد من السورة، وقد يعقد موازنة بين مواقع القصة الواحدة في سور متعددة مما يبرز مشتبه النظم التركيبي والترتيبي في القصة
ومقالة "البقاعيّ" في شأن القصص القرآني مقالة وسيعة لايتسع لها مثل هذه الأوراق في جديرة بأن يفرد لها بحث علميّ يستوعب شذرات الذهب المتناثرة في سياق تأويله البيان القرآني الكريم وفق أصول علم التناسب القرآني عنده، فلسنا إلى غير الإشارة إلى بعض ما يحرض بالقيام إلى النظر فيما كان من مقالة " البقاعيّ " في هذا.
يقول عن "علم التناسب":
" وبه يتبين لك أسرار القصص المكررات، وأنّ كلّ سورة أعيدت فيها قصة فلمعنى أدعى في تلك السورة استدل عليه بتلك القصة غير المعنى الذي سيقت له في السورة السابقة.
ومن هنا اختلفت الألفاظ بحسب تلك الأغراض وتغيرت النظوم بالتأخير والتقديم والإيجاز والتطويل مع أنها لايخالف شيء من ذلك أصل المعنى الذي تكونت به القصة " (١)