ثانياً: ينبغي لوزارة الشؤون الإسلامية وجمعيات تحفيظ القرآن في الدول الإسلامية أن تعتني بدراسة الوسائل الناجعة لنشر القرآن بين المسلمين على نطاق واسع؛ لأنه السبيل الوحيد لرأب الصدع وتوحيد الصف وجمع الكلمة، وأن توضع لذلك مناهج جديدة تعنى بالقرآن الكريم تلاوة واستحفاظاً وتفسيراً وبياناً لأهم مسائل علوم القرآن والقراءات، وتشجيع مدرسي القرآن الكريم برواتب ومكافآت تعينهم على أداء واجبهم.
ثالثاً: أقترح على المسلمين وعلمائهم كافة أن يواصلوا اهتمامهم بنشر الكتب التي توضح للمسلمين - وبخاصة طلبة العلم - أهمية علم القرآن والقراءات وتبين لهم حقيقة هذا العلم وأصوله، كذلك حث طلبة الدراسات العليا بإعادة تحقيق بعض كتب القراءات التي حققها المستشرقون الذين لا يوثق بتحقيقاتهم غالباً لقلة أمانتهم العملية، وعدم تعمقهم بالعربية ووقوعهم في تصحيفات وأخطاء منكرة، كما لا يوثق بعزوهم إلى ما يعزون إليه، لقلة فهمهم كلام العرب، ولتعمد بعضهم التشويه والكذب والتحريف.
رابعاً: أن تتبنى الجهات ذات العلاقة لخدمة القرآن برامج إذاعية تهدف إلى توعية الأمة الإسلامية بحقيقة هذا القرآن، وتقوية الصلة به، والاستزادة من الثقة فيه، والتماس الوسائل الكفيلة بذلك.
وفي ختام هذه الدراسة أقول: إن هذه محاولة متواضعة غاية التواضع. أردت أن أشارك بها في ميدان البحث العلمي، خدمة للدراسات القرآنية. وما أبرئ نفسي من القصور أو التقصير، فتلك شيمة الإنسان في كل زمان ومكان؛ ذلك أن الكمال المطلق لكتاب الله وحده. أما أعمال بني الإنسان فإنها عرضة للخطأ والنسيان، موصولة بمدد لا يكاد ينقطع من عشرات


الصفحة التالية
Icon