كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم أي يطهره والله عليم بذات الصدور بما في الصدور إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان تفسير قتادة قال كان أناس من أصحاب النبي تولوا عن القتال وعن نبي الله عليه السلام يوم أحد وكان ذلك من أمر الشيطان وتخويفه فأنزل الله ولقد عفا الله عنهم الآية يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض يعني التجارة أو كانوا غزى يعني في الغزو قال محمد غزى جمع غاز مثل قاس وقسى وعاف وعفى قال الحسن هم المنافقون وقالوا لإخوانهم يعني إخوانهم فيما يظهر المنافقون من الإيمان لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا قالوا هذا لأنه لا نية لهم في الجهاد قال الله ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم وذلك أنهم كانوا يجاهدون قوما على دينهم فذلك عليهم عذاب وحسرة ولئن قتلتم في سبيل الله أو
متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما تجمعون أي من الدنيا فبما رحمة من الله لنت لهم أي فبرحمة من الله ورضوان و ما صلة زائدة ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم أمره أن يعفو عنهم ما لم يلزمهم من حكم أو حد واستغفر لهم وشاورهم في الأمر أمره الله أن يشاور أصحابه في الأمور لأنه أطيب لأنفس القوم وأن القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم الله لهم على أرشده آية إن ينصركم الله فلا غالب لكم الآية وقد أعلم الله ورسوله والمؤمنين أنهم منصورون وكذلك إن خذلهم لن ينصرهم من بعده ناصر وما كان لنبي أن يغل قال قتادة يعني أن يغله أصحابه من المؤمنين ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة


الصفحة التالية
Icon