يكون كما حلفت عليه ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان أي ما حلفتم فيه متعمدين فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم قال مجاهد أوسط ما تطعم أهلك أشبعة أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن شاء أعتق رقبة كبيرة وإن شاء صغيرة وكل شيء في القرآن أو فهو فيه مخير يفعل أي ذلك شاء فمن لم يجد أي فمن لم يجد من هذه الثلاثة الأشياء من الطعام أو الكسوة أو العتق فصيام ثلاثة أيام قال قتادة وهي في قراءة ابن مسعود فصيام ثلاثة أيام متتابعات سورة المائدة من الآية إلى الآية يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر يعني القمار كله والأنصاب وهي أصنامهم التي كانوا يعبدون من دون الله والأزلام القداح وهي السهام قال قتادة كان الرجل إذا أراد سفرا أخذ قدحين فقال هذا يأمره بالخروج وهو مصيب في سفره خيرا ويأخذ قدحا آخر فيقول هذا يأمره بالمكوث وليس بمصيب في سفره خيرا مكتوب عليهما هذا والمنيح بينهما فأيهما خرج عمل به فنهى عن ذلك
قال محمد المنيح سهم ليس عليه كتاب فإذا خرج أعاد الضرب يقال يسرت إذا ضربت بالقداح والضارب بها ياسر والجميع يسر وأيسار قوله رجس من عمل الشيطان إلى قوله فهل أنتم منتهون فجاء تحريم الخمر في هذه الآية قليلها وكثيرها ما أسكر منها وما لم يسكر قال محمد الرجس في اللغة اسم لكل ما استقذر ويقال رجس الرجل يرجس إذا عمل عملا قبيحا يحيى عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر قال قال رسول الله ﷺ من شرب الخمر ثم لم يسكر أعرض الله عنه أربعين ليلة ومن شرب الخمر ثم سكر لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا أربعين ليلة فإن مات فيها مات كعابد الأوثان وكان حقا على الله أن يسقيه يوم القيامة من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار في النار القيح والدم


الصفحة التالية
Icon