وقالوا لولا هلا نزل عليه على محمد أيه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون وهم المشركون قوله وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم قال مجاهد أي أصناف مصنفة تعرف بأسمائها ما فرطنا في الكتاب من شيء من آجالها وأعمالها وأرزاقها وآثارها أي أن ذلك كله مكتوب عند الله والذين كذبوا بآياتنا صم عن الهدى فلا يسمعونه وبكم عنه فلا ينطقون به في الظلمات يعني الكفر سورة الأنعام من الآية إلى الآية قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله قال الحسن يعني في الدنيا بالاستئصال أو أتتكم الساعة بالعذاب أغير الله تدعون إن كنتم صادقين أي أنكم لا تدعون إلا الله فتؤمنوا حيث لا يقبل الإيمان ل منكم وقد قضى الله ألا يقبل الإيمان عند نزول العذاب بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وهذه مشيئة القدرة ولا
يشاء أن يكشف عنهم عند نزول العذاب وتنسون ما تشركون بالله من هذه الأوثان فتعرضون عنها سورة الأنعام من الآية إلى الآية ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء البأساء البؤس وهي الشدائد من الجدوبة وشدة المعاش والضراء يعني الضر من الأمراض والأوجاع لعلهم يتضرعون فلولا يعني فهلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا أي أنهم لم يتضرعوا ولكن قست قلوبهم غلظت فلم يؤمنوا وهذا الذي كان يصيب الأمم من البأساء والضراء إنما هو شيء يبتليهم الله به قبل العذاب لعلهم يؤمنون فإذا لم يؤمنوا أهلكهم الله فلما نسوا ما ذكروا به أي كذبوا ما جاءتهم به الرسل فتحنا عليهم أبواب كل شيء من الرزق حتى إذا فرحوا بما أوتوا بما أعطوا أخذناهم بغتة يعني بالعذاب فجأة فإذا هم مبلسون ييأسون فقطع دابر أصل القوم الذين ظلموا أشركوا سورة الأنعام من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon