قال يا موسى إني اصطفيتك اخترتك وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء أي تبيينا لكل ما أمروا به ونهوا عنه فخذها بقوة أي بجد وأمر قومك يأخذوا بأحسنها أي بما أمرهم الله به سأريكم دار الفاسقين يعني فرعون وقومه وهي مثل قوله كذلك وأورثناها بني إسرائيل سورة الأعراف من الآية إلى الآية سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض قال الحسن يقول سأصرفهم عنها حتى لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الغي يعني الكفر يتخذوه سبيلا أخبر بعلمه فيهم أنهم لا يؤمنون أبدا سورة الأعراف من الآية إلى الآية
واتخذ قوم موسى من بعده يعني حين ذهب للميعاد من حليهم من حلي قوم فرعون عجلا جسدا له خوار صوت قال قتادة جعل يخور خوار البقرة وتفسير اتخاذهم العجل مذكور في سورة طه قال محمد الجسد في اللغة هو الذي لا يعقل ولا يميز ومعنى الجسد ها هنا الجثة وتقرأ من حليهم و حليهم فالحلي بفتح الحاء اسم لما يتحسن به من الذهب والفضة ومن قرأها بضم الحاء فهو جمع حلي ألم يروا أنه لا يكلمهم يعني العجل ولا يهديهم سبيلا أي طريقا اتخذوه أي اتخذوه إلها وكانوا ظالمين لأنفسهم ولما سقط في أيديهم أي ندموا ورأوا أنهم قد ضلوا الآية قالوا ذلك لما صنع موسى بالعجل ما صنع وطلبوا التوبة وأبى الله أن يقبل منهم إلا أن يقتلوا أنفسهم وقد مضى تفسير هذا في سورة البقرة قال محمد يقال للنادم على ما فعل قد سقط في يده وأسقط في يده
سورة الأعراف من الآية إلى الآية ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا أي شديد الغضب قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم قال محمد يقال عجلت الأمر إذا سبقته وأعجلته إذا استحثثته قال ابن أم إن القوم استضعفوني قال محمد من قرأ ابن أم بالفتح فلكثرة استعمالهم هذا الاسم سورة الأعراف من الآية إلى الآية