كأنه قد نزل بكم قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم الآية وفي غير تفسير الكلبي صاروا ثلاث فرق فرقة اجترأت على المعصية وفرقة نهت وفرقة كفت فلم تصنع ما صنعوا ولم تنههم وقالوا ل للذين نهوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم قال محمد يجوز الرفع في معذرة على معنى موعظتنا إياهم معذرة فلما نسوا ما ذكروا به أي تركوا ما وعظوا به أخذناهم بعذاب بئيس أي شديد قردة خاسئين أي مبعدين قال قتادة فصاروا قردة تعاوى لها أذناب قال قتادة وبلغنا أنه دخل على ابن عباس وبين يديه المصحف وهو يبكي وقد أتى على هذه الآية فلما نسوا ما ذكروا به فقال قد علمت أن الله أهلك الذين أخذوا الحيتان ونجى الذين نهوهم و لا أدري ما صنع بالذين لم ينهوا ولم يواقعوا المعصية قال الحسن وأي نهي يكون أشد من أنهم أثبتوا لهم الوعيد وخوفوهم العذاب فقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا
سورة الأعراف من الآية إلى الآية وإذ تأذن ربك قال الحسن يعني أعلم ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم أي يوليهم سوء العذاب أي شدته قال قتادة فبعث عليهم العرب فهم منه في عذاب بالجزية والذل إن ربك لسريع العقاب قال الحسن إذا أراد الله أن يعذب قوما كان عذابه إياهم أسرع من الطرف وإنه لغفور رحيم لمن تاب وآمن وقطعناهم في الأرض أي فرقناهم قال مجاهد يعني اليهود منهم الصالحون يعني المؤمنين ومنهم دون ذلك يعني كفارا وبلوناهم اختبرناهم بالحسنات والسيئات يعني بالشدة والرخاء لعلهم يرجعون إلى الإيمان فخلف من بعدهم خلف قال مجاهد الخلف النصارى بعد اليهود قال محمد ذكر قطرب أنه يقال خلف سوء وخلف صدق وخلف