في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم يعني أنهم كانوا أهل جاهلية يقتل بعضهم بعضا متعادين فألف الله بين قلوبهم حتى تحابوا وذهبت الضغائن التي كانت بينهم بالإسلام سورة الأنفال من الآية إلى الآية يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين أي وحسب من اتبعك يا أيها النبي حرض المؤمنين حثهم على القتال بما وعد الله الشهداء والمجاهدين قال محمد التحريض في اللغة أن يحث الإنسان على الشيء حتى يعلم منه أنه حارض إن تخلف عنه والحارض الذي قد قارب الهلاك إن يكن منكم عشرون صابرون إلى قوله والله مع الصابرين قال الحسن كان الله قد فرض على المسلمين في هذه الآية أن يصبروا لعشرة
أمثالهم ثم نسخها الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله فأمر الله المسلمين أن يصبروا لمثليهم إذ لقوهم فلم يقبض رسول الله ﷺ حتى أظهر الله الدين وأعزه وصار الجهاد تطوعا قال ابن عباس فمن فر من ثلاثة من المشركين فلم يفر ومن فر من اثنين فقد فر ولا ينبغي لرجل من المسلمين أن يفر من رجلين من المشركين ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله عذاب عظيم قال الكلبي يقول ما كان لنبي قبلك يا محمد أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة كان هذا في أسرى بدر يقول فأخذتم الفداء من الأسرى في أول وقعة كانت في المشركين من قبل أن تثخنوا في الأرض قال الحسن ولم يكن أوحي إلى النبي في ذلك شيء فاستشار المسلمين فأجمعوا رأيهم على قبول الفداء قال محمد الإثخان في الشيء قوة الشيء ومعنى يثخن في الأرض أي يتمكن لولا كتاب من الله سبق أنكم أنتم الذين تأكلون الغنائم لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم قال قتادة لم تحل الغنيمة إلا لهذه


الصفحة التالية
Icon