سورة التوبة من الآية إلى الآية يحلفون بالله لكم ليرضوكم بالكذب والله ورسوله أحق أن يرضوه بالصدق من قلوبهم ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله أي من يعاد الله ورسوله فأن له نار جهنم قال محمد قوله من يحادد الله ورسوله معناه من يكون في حد والله ورسوله في حد أي جانب وتقرأ فأن له بالفتح والكسر فمن كسر فعلى الاستئناف كما تقول فإن له نار جهنم ودخلت إن مؤكدة ومن قرأ بالفتح فأن له فإنما أعاد أن الأولى توكيدا لأنه لما طال الكلام كان إعادتها أوكد سورة التوبة من الآية إلى الآية
يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم من النفاق أي تبين ففعل الله عز وجل ذلك بهم فأخرج أضغانهم وهو ما كانوا يكنون في صدورهم قال قتادة وكانت هذه السورة براءة تسمى فاضحة المنافقين لأنها أنبأت بمقالتهم وأعمالهم قل استهزئوا بمحمد وأصحابه وهذا وعيد مثل قوله عز وجل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إن الله مخرج ما تحذرون ففعل ذلك بهم فأخرج أضغانهم وهو ما كانوا يكنون في صدورهم ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب إلى قوله بأنهم كانوا مجرمين قال الكلبي بلغنا أن رسول الله ﷺ حين رجع من تبوك بينما هو يسير إذا هو برهط أربعة يسيرون بين يديه وهم يضحكون فنزل جبريل على النبي ﷺ فأخبره أنهم يستهزئون بالله تعالى ذكره ورسوله وكتابه فبعث رسول الله ﷺ عمار بن ياسر فقال أدركهم قبل أن يحترقوا واسألهم مم يضحكون فإنهم سيقولون مما يخوض فيه الركب إذا ساروا فلحقهم عمار


الصفحة التالية
Icon