هذه الفرائض فما منزلتهم فأنزل الله عز وجل هذه الآية فأخبر أنهم ماتوا على الإيمان سورة التوبة من الآية فقط لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة أي في وقت العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم أي تميل عن الجهاد فعصمهم الله عز وجل من ذلك فمضوا مع النبي ﷺ قال قتادة أصابهم في هذه الغزوة جهد شديد حتى لقد بلغنا أن الرجلين كانا يشقان التمرة بينهما وكان النفر يتداولون التمرة بينهم يمصها هذا ثم يشرب عليها من الماء ثم يمصها الآخر سورة التوبة من الآية إلى الآية وعلى الثلاثة أي وتاب على الذين خلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين أرجوا في الآية الأولى في قوله عز وجل وآخرون مرجون لأمر الله وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن ربيعة حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت أي بسعتها وظنوا علموا
أن لا ملجأ من الله إلا إليه بلغنا أن رسول الله ﷺ كان أمر الناس ألا يكلموهم ولا يجالسوهم ثم أرسل إلى أهليهم ألا يؤوهم ولا يكلموهم فلما رأوا ذلك ندموا وجاءوا إلى سوارى المسجد فأوثقوا أنفسهم حتى أنزل الله عز وجل توبتهم في هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين تفسير بعضهم خاطب بهذا من لم يهاجر ليهاجروا إلى النبي بالمدينة سورة التوبة من الآية فقط ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله وهذا في غزوة تبوك ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم يعني من خرج منهم لا يصيبهم ظمأ عطش ولا نصب في أبدانهم ولا مخمصة جوع ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلى كتب لهم به عمل صالح يحيى عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي المصبح قال غزونا مع مالك ابن عبد الله الخثعمي أرض الروم فسبق الناس رجل ثم نزل يمشي ويقود فرسه فقال له مالك يا عبد الله ألا تركب فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon