يكفرون ويعملون بالمعاصي قال محمد أصل البغي الترامي في الفساد ومنه يقال بغى الجرح إذا ترامى إلى فساد وبغت المرأة إذا فجرت يا أيها الناس يعني المشركين إنما بغيكم على أنفسكم يعني ضرا عليكم لأنهم يثابون عليه النار متاع الحياة الدنيا يقول إنما بغيكم وكفركم في الدنيا ثم ينقطع فترجعون إلى الله سبحانه قال محمد الرفع في قوله متاع الحياة الدنيا جائز على معنى أن يكون خبرا لقوله بغيكم على أنفسكم المعنى أن الذي تنالونه بهذا الفساد والبغي إنما تتمتعون به في الدنيا سورة يونس من الآية إلى الآية إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض قال بعضهم يعني فأخرجت الأرض ألوانا من النبات حتى إذا أخذت الأرض زخرفها يعني حسنها وازينت يعني تزينت بنباتها من صفرة وخضرة وحمرة
قال محمد أصل الزخرف الذهب ثم يقال للنقش وللنور والزينة وكل شيء زين زخرف وظن أهلها أنهم قادرون عليها أي قادرون على الانتفاع بما فيها من زرع أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا أي ذهب ما فيها كأن لم تغن بالأمس كأن لم يكن ما كان فيها من زرع بالأمس قائما قال محمد المعنى كأن لم تكن عامرة بالأمس المغاني المنازل واحدها مغنى تقول غنيت بالمكان إذا أقمت به كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون يقول فالذي أنبت هذا الزرع في الأرض الموات حتى صار زرعا حسنا ثم أهلكه بعد حسنه وبهجته قادر على أن يحي الموتى وإنما يقبل ذلك ويعقله المتفكرون والله يدعو إلى دار السلام والسلام هو الله سبحانه وداره الجنة سورة يونس من الآية إلى الآية للذين أحسنوا آمنوا الحسنى الجنة وزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل
يحيى عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن عامر بن سعد قال قرأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية أو قرئت عنده فقال هل تدرون ما الزيادة ل الزيادة هي النظر إلي وجه ربنا عز وجل