بعد ما نزل عليهم قال يحيى بلغني أنه كان بينهم وبين العذاب أربعة أميال وقوله ومتعناهم إلى حين يعني إلى الموت بغير عذاب أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين أي لا تستطيع فعل ذلك إنما يؤمن من يريد الله عز وجل أن يؤمن سورة يونس من الآية إلى الآية وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون يعني رجاسة الكفر قل انظروا ماذا في السماوات من شمسها وقمرها ونجومها وما فيها من العجائب والأرض من بحارها وشجرها وجبالها ففي هذه آيات وحجج عظام وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون إذا لم يقبلوها ويتفكروا فيها فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم يعني وقائع الله عز وجل في الأمم السالفة التي أهلكهم بها حين كذبوا رسلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين أي سينزل بكم ما نزل بهم أخر الله عز وجل عذاب آخر كفار هذه الآمة إلى ل النفخة الأولى
بها يكون هلاكهم ولم يهلكهم حين كذبوا النبي بعذاب الاستئصال كما أهلك من قبلهم بعذاب الاستئصال فلم يبق منهم أحد ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا يقول كنا إذا أهلكنا قوما أنجينا النبي والمؤمنين الآية قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني يعني المشركين فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله الآية سورة يونس من الآية إلى الآية وأن أقم وجهك أي وجهتك إلى قوله عز وجل فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين أي ولست فاعلا يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم يعني القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وهي كقوله عز وجل من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما أنا عليكم بوكيل بحفيظ لأعمالكم حتى أجازيكم بها إنما أنا
منذر أبلغكم رسالة ربي واصبر على ما يقول لك المشركون حتى يحكم الله فيأمرك بالهجرة والجهاد وهو خير أفضل الحاكمين