قالوا يا نوح قد جادلتنا ماريتنا فأكثرت جدالنا إن كان الله يريد أن يغويكم يضلكم قال محمد يغويكم أصله يهلككم تقول العرب أغويت فلانا أي أهلكته ومنه قولهم غوى الفصيل إذا فقد اللبن فمات أم يقولون افتراه إن محمدا افترى القرآن قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون يقول فعلي عملي وأنا بريء مما تعملون قال محمد الإجرام الإقدام على الذنب وهو مصدر أجرمت وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن قال قتادة ذلك حين دعا عليهم فقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا فلا تبتئس أي لا تحزن لهم بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا كما نأمرك بعملها ولا تخاطبني تراجعني في الذين ظلموا أنفسهم بشركهم سورة هود من الآية إلى الآية
ويصنع الفلك السفينة وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه عمل نوح الفلك بيده فكان يمر عليه الملأ من قومه فيقولون له استهزاء به يا نوح بينما أنت تزعم أنك رسول رب العالمين إذ صرت نجارا قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون قال محمد المعنى نستجهلكم كما تستجهلون قال يحيى وكان الرجل من قومه يأخذ بيد ابنه فيذهب به إلى نوح فيقول أي بني لا تطع هذا فإن أبي قد ذهب بي إليه وأنا مثلك فقال أي بني لا تطع هذا فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه يعني عذاب الدنيا ويحل عليه عذاب مقيم دائم حتى إذا جاء أمرنا يعني عذابنا وفار التنور التنور في تفسير الحسن الباب الذي يجتمع فيه ماء السفينة ففار منه الماء والسفينة على الأرض فكان ذلك علامة لإهلاك القوم وقال بعضهم التنور عين ماء كانت بالجزيرة يقال لها التنور وبعضهم يقول كان التنور في أقصى داره سعيد عن قتادة قال كان التنور أعلى الأرض