انتبهوا له في هذه الحال سورة هود من الآية إلى الآية فلما ذهب عن إبراهيم الروع الفرق وجاءته البشرى بإسحاق يجادلنا في قوم لوط قال قتادة وذكر لنا أن مجادلته إياهم أنه قال لهم أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المؤمنين أمعذبوهم أنتم قالوا لا حتى صار ذلك إلى عشرة قال أرأيتم إن كان فيهم عشرة من المؤمنين أمعذبوهم أنتم قالوا لا إن إبراهيم لحليم أواه منيب المنيب المخلص وقد ذكرنا الأواه قبل هذا يا إبراهيم أعرض عن هذا قال الكلبي سأل إبراهيم ربه ألا يهلك لوطا وأهله وأن يعفو عن قوم لوط فقيل يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود سورة هود من الآية إلى الآية
ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم قال الحسن ساءه دخولهم لما تخوف عليهم من قومه وضاق بهم ذرعا قال الكلبي لم يدر أين ينزلهم قال وكان قوم لوط لا يؤون ضيفا بليل وكانوا يعترضون من مر بالطريق نهارا للفاحشة فلما جاءت الملائكة لوطا حين أمسوا كرههم ولم يستطع دفعهم فقال هذا يوم عصيب شديد وجاءه قومه يهرعون إليه أي يسرعون قال محمد يقال أهرع الرجل أي أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله ومن قبل كانوا يعملون السيئات يعني يأتون الرجال في أدبارهم وكان لا يفعل ذلك بعضهم ببعض إنما كانوا يفعلونه بالغرباء قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم أحل لكم من الرجال قال قتادة أمرهم أن يتزوجوا النساء قال محمد وذكر أبو عبيد عن مجاهد أنه قال كل نبي أبو أمته وإنما عنى ببناته نساء أمته قال أبو عبيد وهذا شبيه بما يروى عن قراءة أبي بن كعب النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم