إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا الآية فتأولها يعقوب أن اخوة يوسف وكانوا أحد عشر رجلا وأبويه سيسجدون له فيكيدوا لك كيدا أي يحسدونك وكذلك يجتبيك ربك أي يختارك للنبوة ويعلمك من تأويل الأحاديث قال مجاهد يعني تعبير الرؤيا وقال الحسن يعني عواقب الأمور التي لا تعلم إلا بوحي نبوة ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب وكان الله أعلمه أنه سيعطي ولد يعقوب كلهم النبوة سورة يوسف من الآية إلى الآية
لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين أي عبرة لمن كان سائلا عن حديثهم إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة جماعة إن أبانا لفي ضلال مبين أي من الرأي ليس يعنون ضلالة في الدين مبين بين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم ولم يكونوا يوم قالوا هذه المقالة أنبياء وتكونوا من بعده قوما صالحين يعنون تصلح منزلتكم عند أبيكم في تفسير الحسن وقال غيره يعنون تتوبون من بعد قتله قال قائل منهم هو روبيل في تفسير قتادة لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابات الجب أي بعض نواحيها قال محمد كل شيء غيب عنك شيئا فهو غيابة وكذلك قرأ يحيى غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة أي بعض من يمر في الطريق أرسله معنا غدا يرتع ويلعب قال محمد قرأه أهل المدينة يرتع بالياء وكسر العين ويلعب بالياء أيضا المعنى كأنهم قالوا يرعى ماشيته ويلعب في جمع السعة والسرور قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون قال محمد يقال العصبة من العشرة إلى الأربعين فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب أي اتفقوا وألقوه


الصفحة التالية
Icon