ل وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز يعني عز الملك تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا قال مجاهد أي دخل حبه في شغافها قال الكلبي الشغاف حجاب القلب إنا لنراها في ضلال مبين قال السدي يعني في خسران بين من حب يوسف فلما سمعت بمكرهن أي بغيبتهن أرسلت إليهن وأرادت أن توقعهن فيما وقعت فيه وأعتدت أي أعدت لهن متكئا قال مجاهد يعني مجلسا وتكأة قال يحيى وهي تقرأ متكا قال بعضهم هو الأترج قال محمد المتكأ بالتثقيل هو ما اتكأت لحديث أو طعام أو شراب وآتت كل واحدة منهن سكينا ليقطعن ويأكلن وقالت ليوسف اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه أي أعظمنه أن يكون من البشر وقطعن أيديهن أي حززن لا يعقلن ما يصنعن وقلن حاش لله قال مجاهد يعني معاذ الله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك من ملائكة الله كريم على الله
قال محمد يقال حاش لله وحاشى لله بياء وبغير ياء وأصله في اللغة البراءة أي قد برأه الله من ذلك وانتصب بشرا بخبر ما لأن ما في لغة أهل الحجاز معناه معنى ليس في النفي ولقد راودته عن نفسه فاستعصم أي امتنع وليكونا من الصاغرين أي من الأذلاء سورة يوسف من الآية إلى الآية وإلا تصرف عني كيدهن قال الحسن قد كان من النسوة عون لها عليه أصب إليهن أي أتابعهن قال محمد المعنى أمل إليهن ميل جهل وصبا يقال صبا فلان إلى اللهو يصبو صبا إذا مال إليه قال دريد بن الصمة صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه فلما علاه قال للباطل أبعد
ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات قال مجاهد يعني قد القميص من دبر ليسجننه حتى حين قال الكلبي بلغنا أنها قالت لزوجها صدقته وكذبتني وفضحتني في المدينة فأنا غير ساعية في رضاك إن لم تسجن يوسف وتسمع به وتعذرني فأمر بيوسف يحمل على حمار ثم ضرب بالطبل هذا يوسف العبراني أراد سيدته على نفسها فطوف به أسواق مصر كلها ثم أدخل السجن سورة يوسف من الآية إلى الآية