وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون فأنزلهم وأكرمهم فلما جهزهم بجهازهم من الميرة قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم قال قتادة هو بنيامين أخو يوسف من أبيه وأمه وقال لفتيانه يعني غلمانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي دراهمهم في متاعهم لعلهم يرجعون يقول إذا ردت إليهم بضاعتهم كان أحرى أن يرجعوا إلي قالوا يا أبانا منع منا الكيل فيما نستقبل إن لم نأته بأخينا ونمير أهلنا إذا أرسلته معنا ونزداد كيل بعير وكان يوسف وعدهم في تفسير الحسن إن هم جاءوا بأخيهم أن يزيدهم حمل بعير بغير ثمن والبعير في تفسير مجاهد الحمار قال وهي لغة لبعض العرب ذلك كيل يسير قال السدي يعني سريعا لا حبس فيه قال الحسن وقد كان القوم يأتونه للمير فيحبسون الزمان حتى يكال لهم سورة يوسف من الآية إلى الآية
إلا أن يحاط بكم أي تغلبوا عليه فلما آتوه موثقهم عهدهم قال الله على ما نقول وكيل أي حفيظ لهذا العهد وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد قال قتادة خشى على بنيه العين وكانوا ذوي صورة وجمال ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها يعني قوله لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة قال محمد إلا حاجة يعني لكن حاجة يقول لو قدر أن تصيبهم العين لأصابتهم وهم مفترقون كما تصيبهم مجتمعين لكن حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه قال الحسن يعني لما آتيناه من النبوة سورة يوسف من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon