إذ قال له ربه أسلم أخلص قوله تعالى وأوصى بها إبراهيم بنيه يعني كلمة التوحيد ويعقوب أي وأوصى بها أيضا يعقوب بنيه بعد إبراهيم قال يا بني إن الله اصطفى لكم الدين أي اختار لكم الإسلام أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت أي لم تكونوا يومئذ حضورا خاطب بهذا من كان حول النبي عليه السلام من بني إسرائيل إذ قال لبنيه ما تعبدون أي شيء تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وكان الحسن يقرؤها نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل أي وإله إسماعيل وإسحاق قال محمد من قرأ بهذا فإنه كره أن يجعل العم أبا قوله تعالى إلها واحدا قال محمد نصب إلها واحدا على معنى نعبد إلهك في حال وحدانيته تلك أمة قد خلت يعني جماعة قد مضت ولا تسألون عما كانوا يعملون أي إنكم إنما تسألون عن أعمالكم آية وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قالت اليهود كونوا يهودا تهتدوا
وقالت النصارى كونوا نصارى تهتدوا قال عز وجل قل يا محمد بل ملة إبراهيم أي بل نكون على ملة إبراهيم حنيفا قال الحسن الحنيف المخلص قال محمد ومعنى الحنف في اللغة الميل يقال رجل حنف ورجل حنيف ورجل أحنف وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها فالمعنى إن إبراهيم حنف إلى دين الله آية وقال الحسن ثم أمر الله المؤمنين أن يقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط يعني يوسف وإخوته فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا قال محمد المعنى فإن أتوا بتصديق مثل تصديقكم في إيمانكم بكل ما أتت به الأنبياء فقد


الصفحة التالية
Icon