نعمل فأنزل الله وما كان الله ليضيع إيمانكم وقد يبتلي الله تعالى العباد بما شاء من أمره الأمر بعد الأمر ليعلم من يطيعه ممن يعصيه وكل ذلك مقبول إذا كان في إيمان بالله وإخلاص له وتسليم لقضائه آية قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء تفسير الكلبي أن رسول الله ﷺ قال لجبريل وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها فقال جبريل إنما أنا عبد مثلك فادع الله وسله ثم ارتفع جبريل فجعل رسول الله ﷺ يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل الله فأنزل الله عليه قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها أي تحبها فول وجهك شطر المسجد الحرام يعني تلقاءه قال محمد وأنشد بعضهم أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم يعني تلقاء بني تميم
قوله تعالى ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك قال محمد يعني الآيات التي أتى الأنبياء مثل الناقة والعصا وغير ذلك إن أهل الكتاب قد علموا أن ما أتى به النبي ل ﷺ حق وأن صفته التي جاء بها في كتبهم وهم يجحدون العلم بذلك فلا تغني الآيات عند من يجحد ما يعرف ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين هذا الخطاب للنبي عليه السلام ولسائر أمته آية الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم قال الكلبي لما قدم رسول الله ﷺ المدينة قال ابن الخطاب لعبد الله بن سلام إن الله تعالى أنزل على نبيه أن أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم كيف هذه المعرفة يا ابن سلام قال نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله به إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع الغلمان والذي يحلف به عبد الله بن سلام لأنا بمحمد أشد معرفة مني لابني فقال له عمر وكيف ذلك قال عرفته بما نعته الله لنا في كتابه وأما ابني فلا أدري ما أحدثته أمه فقال له عمر وفقك الله فقد أصبت وصدقت