روضة يصلي فأتياه من خلفه فسلم عليه موسى فأنكر الخضر التسليم في ذلك الموضع فرفع رأسه فإذا هو بموسى فعرفه فقال وعليك السلام يا نبي بني إسرائيل فقال موسى وما يدريك أني نبي بني إسرائيل قال أدراني بذلك الذي أدراك بي قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال موسى أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا أي عظيما من المنكر قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا وكان موسى ينكر الظلم قال له موسى لا تؤاخذني بما نسيت يعني ذهب مني ذكره ولا ترهقني من أمري عسرا قال محمد ترهقني معناه تعنتني أي عاملني باليسر لا بالعسر فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زاكية أي لم تذنب بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا سورة الكهف من آية آية
قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا أي قد أعذرت فيما بيني وبينك فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض أي يسقط قال محمد الجدار ل يكون هذا على التشبيه ومثل هذا مستفيض في كلام العرب وأشعارها قال الراعي في مهمة قلقت به هاماتها قلق الفئوس إذا أردن نصولا قوله قال لو شئت موسى قاله لاتخذت عليه أجرا أي ما يكفينا اليوم قال هذا فراق بيني وبينك قال محمد المعنى هذا فراق اتصالنا أما السفنية فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم أي أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وهي في بعض القراءة