الذي أعطي بلغنا أنه ملك مشارق الأرض ومغاربها فأتبع سببا قال قتادة يعني منازل الأرض ومعالمها حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة وهي تقرأ حامية قال ابن أبي مليكة اختلف ابن عباس وعمرو بن العاص فقال ابن عباس حمئة وقال عمرو بن العاص حامية فجعلا بينهما كعبا الحبر فقال كعب نجدها في التوراة تغرب في ماء وطين كما قال ابن عباس يحيى ومن قرأ حامية بالمعنى أي ذات حمأة تقول حمئت البئر فهي حمئة إذا صارت فيها الحمأة فتكدرت وتغير رائحتها ل ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب يعني القتل وإما أن تتخذ فيهم حسنا يعني العفو في تفسير السدي قال فحكموه فحكم بينهم قال أما من ظلم يعني من أشرك فسوف نعذبه يعني القتل ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا عظيما في الآخرة وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى تفسير مجاهد الحسنى هي لا إله إلا الله والجزاء الجنة وقال السدي فله جزاء الحسنى يعني العفو قال محمد لم يبين يحيى كيف كانت قراءة السدي والذي يدل عليه تفسيره
أنه كان يقرؤها فله جزاء بالنصب والتنوين وكذلك قرأها غير واحد المعنى فله الحسنى جزاء على التقديم والتأخير و جزاء مصدر في موضع الحال فله الحسنى مجزيا بها جزاء وسنقول له من أمرنا يسرا أي معروفا ثم أتبع سببا يعني طرق الأرض ومعالمها حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا قال قتادة ذكر لنا أنهم كانوا في مكان لا يستقر عليهم البناء وأنهم يكونون في أسراب لهم حتى إذا زالت الشمس عنهم خرجوا في معايشهم وحروثهم قال كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا أي هكذا كان ما قص من أمر ذي القرنين ثم أتبع سببا طرق الأرض ومعالمها حتى إذا بلغ بين السدين قال قتادة هما جبلان وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا يعني كلام غيرهم وهي تقرأ على وجه آخر لا يكادون يفقهون قولا أي لا يفقه أحد كلامهم سورة الكهف من آية آية