وقالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض أي قاتلون الناس في الأرض يعني أرض الإسلام فهل نجعل لك خرجا أي جعلا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير من جعلكم قال محمد من قرأ مكني فالمعنى مكنني إلا أنه أدغم النون في النون لاجتماع النونين ومن قرأ مكنني بإظهار النونين فذلك جائز لأنهما من كلمتين الأولى من الفعل والثانية تدخل مع الاسم المضمر فأعينوني بقوة يعني عددا من الرجال أجعل بينكم وبينهم ردما قال محمد الردم في اللغة أكثر من السد لأن الردم ما جعل بعضه على بعض يقال ثوب مردم إذا كان قد رقع رقعة فوق رقعة ويقال لكل ما كان مسدودا خلقة سد وما كان من عمل الناس فهو سد بالفتح وقد قيل إنهما لغتان بمعنى واحد سد وسد بالفتح والضم
آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين يعني رأس الجبلين في تفسير مجاهد أي سد ما بينهما قال انفخوا أي على الحديد حتى إذا جعله نارا يعني أحماه بالنار قال آتوني أعطوني أفرغ عليه قطرا فيها تقديم أعطوني قطرا أفرغ عليه والقطر النحاس فجعل أساسه الحديد وجعل ملاطه النحاس قال محمد الملاط هو الطين الذي يجعل في البناء ما بين كل صفين فما اسطاعوا أن يظهروه أي يظهروا عليه من فوقه وما استطاعوا له نقبا من أسفله قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي يعني خروجهم جعله يعني السد دكا قال قتادة أي يتعفر بعضه على بعض وتقرأ على وجه آخر دكاء ممدودة أي جعله أرضا مستوية يحيى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله عليه السلام قال إن يأجوج ومأجوح يخرقونه كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس ل قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا يعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله فيغدون إليه وهو كهيئته حين تركوه


الصفحة التالية
Icon