ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم أي كذبوهم واستهزءوا بهم ما كانوا به يستهزءون يعني العذاب الذي كانوا يكذبون به قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن أي هم من الرحمن في تفسير قتادة كقوله يحفظونه من أمر الله أي هم من أمر الله وهم ملائكة حفظة لبني آدم ولأعمالهم وقد مضى تفسيره أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا أي قد اتخذوا آلهة لا تمنعهم من دوننا قال الحسن يعني لا تمنعهم من الله إن أراد عذابهم وكان يقول إنما تعذب الشياطين التي دعتهم إلى عبادة الأصنام ولا تعذب الأصنام لا يستطيعون نصر أنفسهم يقول لا تستطيع تلك الأصنام نصر أنفسها إن أراد أن يعذبها ولا هم منا يصحبون قال الكلبي يقول ولا من عبدها منا يجارون بل متعنا هؤلاء يعني قريشا وآباءهم حتى طال عليهم العمر لم يأتهم رسول حتى جاءهم محمد عليه السلام أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها تفسير الحسن أفلا يرون أن رسول الله كلما بعث إلى أرض ظهر عليها أي ينقصها بالظهور عليها أرضا فأرضا أفهم الغالبون أي ليسوا بالغالبين ولكن رسول الله هو الغالب
سورة الأنبياء من آية آية قل إنما أنذركم بالوحي بالقرآن أنذركم به عذاب الدنيا وعذاب الآخرة يعني المشركين ولا يسمع الصم الدعاء يعني النداء إذا ما ينذرون والصم هاهنا الكفار صموا عن الهدى ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك قال قتادة يعني عقوبة قال يحيى يعني النفخة الأولى التي يهلك بها كفار آخر هذه الأمة ونضع الموازين القسط يعني العدل ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا لا تنقص من ثواب عملها وإن كان مثقال حبة أي وزن حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين قال الحسن لا يعلم حساب مثاقيل الذر والخردل إلا الله ولا يحاسب العباد إلا هو ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان يعني التوراة وفرقانها أنه فرق فيها حلالها وحرامها الذين يخشون ربهم بالغيب أي يذكر الرجل منهم ذنبه في الخلاء


الصفحة التالية
Icon