مثلهم كمثل الذي استوقد نارا الآية قال الحسن يعني مثلهم كمثل رجل يمشي في ليلة مظلمة في يده شعلة من نار فهو يبصر بها موضع قدميه فبينما هو كذلك إذ أطفئت ناره فلم يبصر كيف يمشي وإن المنافق تكلم بقول لا إله إلا الله فناكح بها المسلمين وحقن دمه وماله فلما كان عند الموت سلبه الله إياها قال يحيى لأنه لم يكن لها حقيقة في قلبه صم بكم عمي صم عن الهدى فلا يسمعونه بكم عنه فلا ينطقون به عمي عنه فلا يبصرونه فهم لا يرجعون يعني لا يتوبون من نفاقهم آية أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق هذا مثل آخر ضربه الله مثلا للمنافقين والصيب المطر والظلمات مثل الشدة والرعد مثل التخويف والبرق مثل نور الإسلام وفي المطر الرزق أيضا فضرب الله ذلك مثلا لهم لأنهم كانوا إذا أصابوا في الإسلام رخاء وطمأنينة سروا بذلك في حال دنياهم وإذا أصابتهم شدة قطع بهم عند ذلك فلم يصبروا على بلائها
ولم يحتسبوا أجرها يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت وهذا كراهية للجهاد والله محيط بالكافرين أي هو من ورائهم حتى يخزيهم بكفرهم يكاد البرق يخطف أبصارهم حتى أظهروا الإيمان وأسروا الشرك لشدة ضوئه كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا أي بقوا لا يبصرون ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم حين أظهروا الإيمان وأسروا الشرك قال محمد قوله أو كصيب من السماء معناه أو كأصحاب صيب و أو دخلت هذا لغير شك وهي التي يقول النحويون أنها تدخل للإباحة والمعنى أن التمثيل مباح لكم في المنافقين إن مثلتموهم بالذي استوقد نارا فذلك مثلهم وإن مثلتموهم بأصحاب الصيب فهو مثلهم ويقال صاب المطر يصوب إذا نزل آية


الصفحة التالية
Icon