آية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات تفسير مجاهد هن أم الكتاب يعني ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك منه المتشابه فأما الذين في قلوبهم زيغ الآية كان الحسن يقول نزلت في الخوارج قال الحسن ومعنى ابتغاء الفتنة طلب الضلالة قال محمد الفتنة تتصرف على ضروب فكان الضرب الذي ابتغاه هؤلاء إفساد ذات البين في الدين ومعنى الزيغ الجور والميل عن القصد يحيى عن الحارث بن نبهان عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ تلا هذه الآية فقال إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين سمى الله فإذا رأيتموهم فلا تجالسوهم أو قال احذروهم
يحيى وفي تفسير ابن عباس قال نزل القرآن على أربعة أوجه حلال وحرام لا يسع الناس جهله وتفسير يعلمه العلماء وعربية تعرفها العرب وتأويل لا يعلمه إلا الله يقول الراسخون في العلم آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب أولو العقول وهم المؤمنون ربنا لا تزغ قلوبنا الآية قال الحسن هذا دعاء أمر الله المؤمنين
أن يدعوا به إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم أي لن تنفعهم وأولئك هم وقود النار يعني حطبها آية كدأب آل فرعون والذين من قبلهم الآية قال الحسن هذا مثل ضربه الله لمشركي العرب يقول كفروا وصنعوا كصنيع آل فرعون والذين من قبلهم من الكفار فأخذهم الله بذنوبهم فهزمهم يوم بدر وحشرهم إلى جهنم قال محمد الدأب في اللغة العادة يقال هذا دأبه قد كان لكم آية في فئتين التقتا هما فئتا بدر فئة المؤمنين وفئة مشركي العرب يرونهم مثليهم رأي العين قال الحسن يقول قد كان لكم أيها المشركون آية ل في فئتكم وفئة رسول الله ﷺ وأصحابه إذ ترونهم مثليكم رأي العين لما أراد الله أن يرعب قلوبهم ويخذلهم


الصفحة التالية
Icon