ل ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين أي المتكبرين ولقد اخترناهم على علم على العالمين على عالم زمانهم الذي كانوا فيه وآتيناهم يعني أعطيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين نعمة بينة إن هؤلاء يعني مشركي العرب ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين بمبعوثين قال محمد يقال أنشر الله الموتى فنشروا فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أي فأحيوا لنا آباءنا حتى نصدقكم بمقالتكم أن الله يحيى الموتى قال الله أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم من الكفار أي أنهم ليسوا بخير منهم يخوفهم بالعذاب ما خلقناهما إلا بالحق للبعث وللحساب وللجنة والنار ولكن أكثرهم جماعة المشركين لا يعلمون أنهم مبعوثون ومحاسبون ومجازون
تفسير سورة الدخان من الآية إلى آية إن يوم الفصل يعني القضاء ميقاتهم أجمعين أي ميقات بعثهم يوم لا يغني مولى عن مولى ولي عن ولي شيئا أي لا يحمل من ذنوبهم شيئا ولا هم ينصرون يمنعون من العذاب إلا من رحم الله قال الحسن يعني من المؤمنين يشفع بعضهم لبعض فينفعهم ذلك عند الله إن شجرة الزقوم طعام الأثيم المشرك كالمهل المهل ما كان ذائبا من الفضة والنحاس وما أشبه ذلك قال محمد وقيل المهل عكر الزيت الشديد السواد تغلي في البطون كغلي الحميم يعني الماء الشديد الحر خذوه فاعتلوه قال الحسن يعني فجروه إلى سواء الجحيم وسط الجحيم قال محمد العتل في اللغة أن يمضي به بعنف وشدة يقال منه عتل يعتل وفيه لغة أخرى يعتل ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم كقوله يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد يقمع بالمقمعة فتخرق رأسه فيصب على رأسه الحميم فيدخل في فيه