فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون يعني المشركين إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا أي إن اتبعت أهواءهم عذبتك ولم يغنوا عنك شيئا وقد عصمه الله من ذلك وقضى أن يثبت على ما هو عليه وإن الظالمين المشركين بعضهم أولياء بعض في الدنيا وهم أعداء في الآخرة يتبرأ بعضهم من بعض هذا بصائر للناس يعني القرآن وهدى يهتدون به ورحمة لقوم يوقنون قال محمد واحد البصائر بصيرة أم حسب الذين اجترحوا اكتسبوا السيئات الشرك قال محمد فمعنى اجترحوا اكتسبوا ويقال فلان جارح أهله وجارحه أهله أي كاسبهم ل ومنه قيل لذوات الصيد جوارح أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات أي لا نجعلهم مثلهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة والمشركون في النار وهذا لقول أحدهم ولئن رجعت إلى ربي كما يقولون إن لي عنده للحسنى يعني الجنة إن كانت جنة سواء محياهم ومماتهم مقرأ مجاهد بالرفع سواء مبتدأ المعنى المؤمن مؤمن في الدنيا والآخرة والكافر كافر ومقرأ الحسن بالنصب سواء على معنى أن يكونوا سواء أي ليسوا سواء ساء ما بئسما يحكمون أي يجعلهم سواء وخلق الله
السماوات والأرض بالحق أي للبعث والحساب والجنة والنار تفسير سورة الجاثية من الآية إلى آية أفرأيت من اتخذ إلهه هواه هو المشرك اتخذ هواه إلها فعبد الأوثان من دون الله قوله وأضله الله على علم وختم على سمعه فلا يسمع الهدى من الله يعني سمع قبول وقلبه أي وختم على قلبه فلا يفقه الهدى وجعل على بصره غشاوة فلا يبصر الهدى فمن يهديه من بعد الله أي لا أحد أفلا تذكرون قال محمد غشاوة غطاء ومنه غاشية السرج وأنشد بعضهم صحبتك إذ عيني عليها غشاوة فلما انجلت قطعت نفسي ألومها ويقال غشاوة برفع الغين وغشوة بفتحها بغير ألف وقد قرىء بهما