ثم يكون حطاما أي متحطما متكسرا ذاهبا وقوله وفي الآخرة عذاب شديد للكافرين ومغفرة من الله ورضوان للمؤمنين وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور يغتر بها أهلها سابقوا أي بالأعمال إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض يعني جميع السماوات وجميع الأرض مبسوطات كل واحدة إلى صاحبتها هذا عرضها ولا يصف أحد طولها ما أصاب من مصيبة في الأرض يعني الجدوبة ونقص الثمار ولا في أنفسكم يعني الأمراض والبلايا في الأجساد إلا في كتاب من قبل أن نبرأها نخلقها تفسير بعضهم من قبل أن يخلق السماوات والأرض ان ذلك على الله يسير هين لكي لا تأسوا تحزنوا على ما فاتكم يعني من الدنيا ولا تفرحوا بما آتاكم يعني من الدنيا قال محمد وقيل معنى تفرحوا ها هنا أي تفرحوا فرحا شديدا تأشرون فيه وتبطرون ودليل ذلك والله لا يحب كل مختال فخور فدل بهذا أنه ذم الفرح الذي يختال فيه صاحبه ويبطر وأما الفرح بنعمة الله والشكر عليها فغير مذموم وكذلك كي لا تأسوا على ما فاتكم لا تحزنوا حزنا شديدا لا تعتدون فيه سواء ما تسلبونه وما فاتكم الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل يعني اليهود يأمرون إخوانهم اليهود بالبخل بكتمان ما في أيديهم من نعت محمد والإسلام ومن يتول فإن الله هو الغني عن خلقه الحميد المستحمد إلى خلقه استوجب عليهم أن يحمدوه تفسير سورة الحديد الآية