بها وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر باردة شديدة البرد عاتية عتت على خزانها بأمر ربها كانت تخرج بقدر فعتت يومئذ على خزانها وهي ريح الدبور سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما أي تباعا ليس فيها تفتير وكان ذلك من يوم الأربعاء إلى الأربعاء الآخر والليالي سبع من ليلة الخميس إلى ليلة الأربعاء قال محمد قوله حسوما يقال هو من حسم الداء لأنه يكون مرة بعد مرة يتابع عليه بالكي وقيل المعنى تحسمهم حسوما أي تذهبهم وتفنيهم فالله أعلم فترى القوم فيها صرعى أخبر عنهم كأنهم أعجاز نخل شبههم بالنخل التي قد انقعرت فوقعت وقوله خاوية يعني بالية أخذت أبدانهم من أرواحهم كالنخل الخاوية وقوله فهل ترى لهم من باقية يعني من ل بقية أي قد أهلكوا فلا ترى منهم أحدا وجاء فرعون ومن قبله ممن كذب الرسل والمؤتفكات وهي قريات قوم لوط بالخاطئة يعني الشرك فعصوا رسول ربهم عصى كل قوم رسول ربهم الذي أرسل إليهم فأخذهم أخذة رابية شديدة في تفسير مجاهد قال محمد رابية المعنى تزيد على الأخذات وهو معنى قول مجاهد إنا لما طغى الماء على خزانه بأمر ربه كان يخرج بقدر فطغى يوم غرق الله قوم نوح حملناكم يعني نوحا ومن معه الذين من ذريتهم في الجارية يعني السفينة لنجعلها لكم تذكرة فيذكرون أن جميع من في الأرض غرق غير أهل السفينة وتعيها أذن واعية حافظة وهي أذن المؤمن سمع التذكرة فوعاها بقلبه


الصفحة التالية
Icon