ولم ير الغول ولا نابها ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم أي لمزاجا من حميم وهو الماء الذي لا يستطاع من حره قال محمد الشوب المصدر و الشوب الإسم المعنى إن لهم على أكلها لخلطا ومزاجا من حميم فهم على آثارهم يهرعون يسرعون قال محمد يقال هرع الرجل وأهرع إذا استحث وأسرع ولقد أرسلنا فيهم في الذين قبلهم منذرين يعني الرسل فانظر كيف كان عاقبة المنذرين أي كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار تفسير سورة الصافات الآيات من آية إلى آية ولقد نادانا نوح يعني حيث دعا على قومه فلنعم المجيبون له
أجبناه فأهلكناهم ونجيناه وأهله من الكرب العظيم يعني الغرق وجعلنا ذريته هم الباقين فالناس كلهم ولد سام وحام ويافث وتركنا عليه في الآخرين يعني أبقينا له الثناء الحسن سلام على نوح في العالمين يعني ما كان بعد نوح وإن من شيعته لإبراهيم تفسير مجاهد على منهاجه وسنته إذ جاء ربه بقلب سليم من الشرك أئفكا كذبا آلهة دون الله تريدون على الاستفهام أي قد فعلتم فعبدتموهم دونه فما ظنكم برب العالمين أي معذبكم فنظر نظرة في النجوم في الكواكب فقال إني سقيم أي مطعون فتولوا عنه مدبرين إلى عيدهم وذلك أنهم استتبعوه لعيدهم في تفسير الكلبي فعصب رأسه وقال إني رأيت الليلة في النجوم أني سأطعن غدا وكانوا ينظرون في النجوم فقال لهم هذا كراهية منه للذهاب معهم ولما أراد أن يفعل بآلهتهم كادهم بذلك فراغ عليهم أي مال على آلهتهم ضربا باليمين فكسرها إلا كبيرهم وقد مضى تفسيره في سورة الأنبياء فأقبلوا إليه إلى إبراهيم يزفون أي يبتدرونه قال محمد من قرأ يزفون بفتح الياء وتشديد الفاء فالمعنى يسرعون وأصله من زفيف النعام يقال زفت النعام تزف زفيفا وفيه لغة أخرى أزفت زفافا


الصفحة التالية
Icon