قال الرَّازيُّ: وسُمِّيت أساسًا لوجهين: أحدُهما: أنَّها أوّلُ سورةٍ من القرآن، فهي كالأساس، والثاني:]أن أشرف العبادات بعد الإيمان هو الصلاة[(١)، وهذه السورة مشتملة على(٢) ما لا بد منه في الإيمان، والصلاة لا تتم إلا بها(٣).
ولها أسماء أخر كـ «سورة الشكر»، و«سورة الدعاء»، و«سورة تعلم المسألة»، و«سورة الكنز» - لأنها من كنز تحت العرش -، و«أمُّ المحامد»، والله تعالى أعلم.
* * *
الفصل الرابع
في فضائلها وخصائصها
وهذه السُّورة العظيمة لها فضائلٌ وخصائصٌ عديدةٌ، ولم يثبت في فضائلِ شيءٍ من السُّور أكثر مما ثبت في فضلِها، وفضلِ «سورة الإخلاص»، ونذكرُ ما يحضرنا من فضائلِها:
الفضيلة الأولى: أنَّها أعظمُ سورةٍ في القرآن وأفضل، ففي «صحيح البخاريِّ» عن أبي سعيدٍ بن المُعلَّى قال: قال لي رسول الله - ﷺ -: «ألا أعلِّمك سورةً هي أعظم سورةٍ في القرآن قبل أن تخرجَ من المسجدِ ؟». قال: فأخذ بيدي، فلمَّا أرد أن يخرج من المسجد قلتُ: يا رسول الله، إنَّك قلتَ: لأُعلمنَّك أعظم سورة في القرآن. قال: «نعم، الحمدُ لله ربِّ العالمين، هي السبعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتيته»(٤).
وجاء في هامش الأصل: (الثالث عشر: الكافية، سمّاها به لأنها تكفي عن غيرها، فإن أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها عوضا) ا. هـ ولا أدري هل هذا الهامش من إلحاقات المصنف، أم أنه من الناسخ ؟
(٢) في «التفسير الكبير»: (على كل).
(٣) «التفسير الكبير» (١/١٤٧).
(٤) «صحيح البخاري» (٤٤٧٤).