وروى الإمامُ أحمدُ من حديثِ عبدِ الله بنِ محمدِ بنِ عقيلٍ عن عبدِ الله بنِ جابرٍ قال: قال لي رسولُ الله - ﷺ -: «ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر عن
[ [(١) سورة في القرآن». قلت: بلى، يا رسول الله. قال: «اقرأ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ حتَّى تختمها»(٢).
وعبدُ الله بنُ جابرٍ هذا هو: البياضيُّ الأنصاريُّ، وقيل: هو العبديُّ.
وروى النَّسائيُّ في «عمل اليوم والليلة»: حدَّثنا عبيدُ الله بنُ عبدِ الكريم ثنا عليُّ بنُ عبدِ الحميدِ ثنا سليمانُُ بنُ المغيرةِ عن ثابتٍ عن أنسٍ قال: كان رسولُ الله - ﷺ - في منزِلةٍ، فنزلَ ونزلَ رجلٌ إلى جانبِه، فالتفتُّ إليه، فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن ؟» قال: فتلى عليه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ (٣).
وروى أبو عليٍّ الصَّوَّاف في «فوائدِه»: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ هاشمٍ ثنا سعيدُ(٤) بنُ زنبور ثنا سليمُ أبو(٥) مسلمٍ عن الحسنِ بنِ دينارٍ عن يزيدَ الرِّشْك قال: سمعتُ أبا زيدٍ - وكانت له صحبة - قال: كنتُ مع النبيِّ - ﷺ - في بعضِ فِجَاجِ المدينة ليلاً، فسمعَ رجلاً يتهجَّدُ بأمِّ القرآن، فقام النبيُّ - ﷺ - فاستمعَ له حتَّى ختمَها، ثم قال: «ما في القرآن مثلُها».
وخرَّجه الطَّبرانيُّ في «الأوسطِ» عن إبراهيمَ بنِ هاشمٍ، وقال: لا يُروى هذا الحديثُ عن أبي زيدٍ عمرو بنِ أخطب إلا بهذا الإسنادِ، تفرَّد به سليم بن مسلم(٦).
وهذه الأحاديث صريحةٌ في أنَّ الفاتحةَ أفضلُ سورِ القرآن.
(٢) «المسند» (٤/١٧٧).
(٣) «عمل اليوم والليلة» (٧٢٣).
(٤) كذا بالأصل، وفي «المعجم الأوسط»: (سعد)، وهو الصواب، وانظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٤/٨٤).
(٥) كذا بالأصل، وفي «المعجم الأوسط»: (ابن)، والله أعلم.
(٦) «المعجم الأوسط» (٢٨٦٦).