الحادية والعشرون - اختلف في المراد بحضور الجماعة.
هل المقصود بها الاغلاط على الزناة والتوبيخ بحضرة الناس، وأن ذلك يدع المحدود، ومن شهده وحضره يتعظ به ويزدجر لاجله، ويشيع حديثه فيعتبر به من بعده، أو الدعاء لهما بالتوبة والرحمة، قولان للعلماء.
الثانية (١) والعشرون - روى عن حذيفة رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال: (يا معاشر الناس اتقوا الزنى فإن فيه ست خصال ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الاخرة فأما اللواتى في الدنيا فيذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر وأما اللواتى في الاخرة فيوجب السخط وسوء الحساب والخلود في النار).
وعن أنس أن رسول الله ﷺ قال: (إن أعمال أمتى تعرض على كل جمعة مرتين فاشتد غضب الله على الزناة).
وعن النبي ﷺ قال: (إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله على أمتى فغفر لكل مؤمن لا يشرك بالله شيئا إلا خمسة ساحرا وكاهنا وعاقا لوالديه ومدمن خمر ومصرا على الزنى).
قوله تعالى: الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين (٣) فيه سبع مسائل: الاولى - اختلف العلماء في معنى هذه الاية على ستة أوجه من التأويل: الاول - أن يكون مقصد الاية تشنيع الزنى وتبشيع أمره، وأنه محرم على المؤمنين.
واتصال هذا المعنى بما قبل حسن بليغ.
ويريد بقوله: " لا ينكح " أي لا يطأ، فيكون النكاح بمعنى الجماع.
وردد القصة مبالغة وأخذا من كلا الطرفين، ثم زاد تقسيم المشركة والمشرك من حيث الشرك أعم في المعاصي من الزنى، فالمعنى: الزانى لا يطأ في وقت زناه إلا زانية من المسلمين، أو من هي أحسن منها من المشركات.
وقد روى عن ابن عباس وأصحابه أن النكاح في هذه الاية الوطئ.
وأنكر ذلك الزجاج وقال: لا يعرف النكاح في كتاب الله تعالى إلا

(١) يلاحظ أن الاصول إحدى وعشرون مسألة عداك فأثنتان وعشرون، كما هو مثبت.
(*)


الصفحة التالية
Icon