عليه وسلم، وهو كقوله تعالى: " ومكروا مكرا كبارا " (١) [ نوح: ٢٢ ] والجبال لا تزول ولكن العبارة عن تعظيم الشئ هكذا تكون.
قوله تعالى: فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو إنتقام (٤٧)
قوله تعالى: (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) اسم الله تعالى و " مخلف " مفعولا تحسب، و " رسله " مفعول " وعده " وهو على الاتساع، والمعنى: مخلف وعده رسله، قال الشاعر: ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه * وسائره باد إلى الشمس أجمع (٢) قال القتبي: هو من المقدم الذي يوضحه التأخير، والمؤخر الذي يوضحه التقديم، وسواء في قولك: مخلف وعده رسله، ومخلف رسله وعده.
(إن الله عزيز ذو انتقام) أي من أعدائه.
ومن أسمائه المنتقم وقد بيناه في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ".
قوله تعالى: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموت وبرزوا لله الواحد القهار (٤٨) وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد (٤٩) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (٥٠) ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب (٥١) هذا بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب (٥٢) قوله تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض) أي أذكر يوم تبدل الأرض، فتكون متعلقة بما قبله.
وقيل: هو صفة لقوله: " يوم يقوم الحساب " [ إبراهيم: ٤١ ].
واختلف في كيفية تبديل

(١) راجع ج ١٨ ص ٣٠٦.
(٢) يصف الشاعر هاجرة قد ألجأت الثيران إلى كنسها، فترى الثور مدخلا رأسه في ظل كناسه لما يجده من الحرارة، وسائره بارز للشمس.
(*)


الصفحة التالية
Icon