طبقات السلف في التفسير ثلاثة، وهي : طبقة الصحابة، طبقة التابعين، وطبقة أتباع التابعين ؟
وهذه الطبقات هي التي نقل عنها التفسير، وغالب من كتب بعدهم ينقل أقوالهم، حتى جاء ابن جرير فظهر في منهجه التفسيري المفسر الناقد، أو المرجح، فأخذ هذه الأقوال ووازن بينها، وبين الراجح منها على غيره بقواعد كان ينتهجها ويسير عليها.
والمقصود أن السلف في طبقاتهم الثلاث تكلموا في التفسير أو نقله ممن تقدمهم، ويرد عنهم - كثيراً - تفسيرات لألفاظ القرآن، فما الموقف منها من حيث اللغة ؟.
أما الصحابة فلا خلاف في حجيتهم في اللغة، وأن الوارد عنهم كالوارد من غيرهم من شعراء الجاهلية وغيرهم من العرب، ويلحق بهم التابعون الذين عاصروا زمن الاحتجاج، ولا يخرج أحدهم من الاحتجاج بقوله إلا بعلة ظاهرة.
أما أتباع التابعين، فقد كان في أول عصر تدوين اللغة، ولذا، فإن لم تحتج بما ورد عنهم من تفسيرات لغوية في ثبوت معاني الألفاظ في اللغة، فالأقرب أن يكونوا من نقلة اللغة.
وإذا نظرت في تدوين معاني مفردات اللغة وجدت أنه بدأ في النصف الثاني من القرن الثاني على يد جمع من علماء اللغة، وكانت كتاباتهم أشبه بالرسائل الصغيرة تكون في الموضوع والموضوعين، أو في أشياء شتى ؟ في كتابه العين، ثم تبعه غيره من علماء اللغة ؛ كالتلميذة النضر بن شميل (ت : ٢٠٤) الذي ألف كتاب الجيم، وأبي عمرو شمر بن حمدويه (ت : ٢٥٥) الذي ألف كتاب الجيم، وأبي طالب المفضل بن سلمة (ت : ٣٢١) الذي ألف كتابه الجمهرة في اللغة، وغيرهم.
وهذه المؤلفات اللغوية وغيرها مما ألفه علماء اللغة فيها، صارت المرجع لأي دارس يبحث عن معاني مفردات كلام العرب، فهل يعني أن هذه المؤلفات اللغوية شملت كل معاني مفردات ألفاظ العرب ؟