(٦٩)…رواه مسلم، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى :﴿وبرزت الجحيم للغاوين﴾ [الشعراء : ٩١]، وقوله :﴿وجائ يومئذ بجهنم﴾ [الفجر : ٢٣]، ويلاحظ في هذه الأفعال أنها جاءت على صيغة المفعول دلالة على الاهتمام بالحدث دون فاعله، كما يلاحظ أن الآية ذكرت مجيء النار دون الجنة؛ لأن المقام مع المكذبين بالبعث، فناسب ذلك ذكرها تهديداً، والله أعلم.
(٧٠)… غلب اسهم الهوى على ما هو مذموم.
(٧١)… جاء الخطاب على صيغة الغيبة تلطفاً في عتاب النبي ﷺ. وجاء ذكر عبد الله بن أم مكتوم بوصفه إشعاراً بعذره في عدم معرفته بانشغال الرسول ﷺ، وترقيقاً لقلب النبي ﷺ لأجل علته، وهي العمى، حيث يحتاج من الرعاية ما لا يحتاجها غيره، والله أعلم.
(٧٢)… عبر ابن زيد عن معنى "يزكى" فقال : يسلم، وهذا فيه إشارة إلى أن ابن أم مكتوم لم يسلم بعد، وقد سبق بيان كلية تفسيرية لهذا اللفظ عند ابن زيد، وهي أن التزكي في القرآن بمعنى الإسلام.
(٧٣)… في ذكر التزكي وبعده التذكر، وهو حصول أثر التذكير احتمالان :
…الأول : أن يكون الأمر من قبيل التخلية والتحلية، فالتزكي : تطهير، وهذا جانب التخلية، وحصول التذكر في القلب تحلية.
…الثاني : أن يكون التزكي : كمال حصول الموعظة في القلب، والتذكر : ما يحصل فيه القلب من يسيرها، ويكون المعنى : إن لم يقع منه كمال تزك، وقع منه يسير ينفعه في المستقبل، والله أعلم.
(٧٤)… يذكر بعض المفسرين أن معنى استغنى : استغنى بماله، ولا يمنع أن يكون هذا الكافر غنياً بماله، غير أن المناسب لسبب النزول أن يكون استغنى عن الإيمان بالرسول ﷺ، والله أعلم.
(٧٥)… يذكر بعض المفسرين في "ما" احتمالاً آخر، وهو أن تكون نافية، ويكون المعنى، لا شيء عليك إذا لم يسلم هذا الكافر، والأول أنسب لسياق العتاب، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon